أُلغيت جلسة تفاوض كانت مقررة اليوم (الخميس) بين الرئيس القبرصي والزعيم القبرصي التركي وسط تصعيد كلامي في شأن إحياء ذكرى قومية في مدارس الشطر اليوناني يهدد محادثات إعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ عقود. ولم تصدر الأمم المتحدة أي تعليق فوري بصفتها راعية المفاوضات، لكن الحكومة القبرصية أعلنت ان الرئيس نيكوس اناستاسيادس أطلع أمس على إلغاء الاجتماع. وبدأ الطرفان منذ أسابيع مفاوضات اعتبرت الفرصة الأفضل منذ أعوام لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 1974 بعد ان اجتاحت تركيا ثلثها الشمالي واحتلته وأقامت فيه «جمهورية قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة. واختصرت جلسة تفاوض الخميس الماضي بين الرئيس القبرصي والزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي بعد اثارة اقرار البرلمان القبرصي اليوناني اضافة حصة في مدارس قبرص حول استفتاء يعود إلى 1950 ويتعلق بالوحدة مع اليونان. وتبادل المسؤولان بعد اللقاء الاتهامات بالانسحاب من الجلسة دون سابق انذار. ودعا اكينجي في مؤتمر صحافي بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الذي قام بزيارة الى شمال قبرص الامم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهد من أجل حل الازمة في المفاوضات بين المجموعتين. وقال ان مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة تتعثر بسبب رفض القبارصة اليونانيين قبول المساواة السياسية (بين المجموعتين) لإقامة دولة فيدرالية في المستقبل. ومساء أمس، اعلنت الامم المتحدة ان اجتماع اليوم لن يعقد. واكدت رغم ذلك ان مبعوثها الى قبرص اسبن بارث ايدي سيواصل العمل مع الزعيمين اللذين اكدا التزامهما هذه العملية، موضحة انه سيتم الإعلان عن الموعد الجديد في الوقت المناسب. واجرت رئيسة بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في الجزيرة اليزابيث سبيهار لقاءات مع الطرفين سعيا للتوصل الى تسوية فالتقت اكينجي واناسيتاسيادس أمس وأول من أمس ، لكنها لم تحرز تقدماً. قال اناستاسيادس ان الغاء الاجتماع مؤسف، مؤكداً استعداده للعودة الى طاولة التفاوض. وكتب في تغريدة على موقع تويتر «اسف لقرار السيد اكينجي عدم حضور اجتماع. انا مستعد لمواصلة الحوار في اي وقت». واقر البرلمان القبرصي اليوناني في 10 شباط (فبراير) مشروع قانون طرحه حزب «ايلام» اليميني المتطرف، يقضي بادراج ذكرى استفتاء نظم عام 1950 ايد خلاله القبارصة اليونانيون في شكل كبير ضم الجزيرة الى اليونان في المناهج المدرسية. بالتالي يقضي النص بتخصيص بضع دقائق في الحصص الدراسية للصفوف الثانوية لقراءة الكتيبات الخاصة بـ «اينوسيس» أو الوحدة مع اليونان، رغم عدم تمتع الاستفتاء الذي نظمته الكنيسة الارثوذكسية القبرصية باي قيمة قانونية لانه جرى قبل اقامة الجمهورية القبرصية. أكد الناطق باسم أكينجي استعداده للعودة الى طاولة المفاوضات شرط اتخاذ عدد من الاجراءات لابطال التعديل المدرسي. وقال «امل اتخاذ الاجراءات اللازمة في اسرع وقت وتحديد موعد جديد»، موضحاً «نتوقع خطوات ملموسة على المستوى السياسي والاداري لابطال هذا القرار الخاطئ... آمل ان يبذل اناستاسيادس الجهود الضرورية لتجاوز هذه المشكلة».
مشاركة :