استؤنفت محادثات السلام السورية في جنيف أمس الخميس بعد توقف استمر عشرة أشهر تصاعدت خلالها المعارك في حلب. وتهدف مفاوضات جنيف في جولتها الرابعة إلى إنهاء ما يقرب من 6 سنوات من الحرب عبر الاتفاق على مستقبل الحكم في سوريا، حيث موقف الرئيس بشار الأسد الآن أقوى من العام الماضي بعد السيطرة على حلب بدعم من الجيش الروسي. وبعد مراسم افتتاح الجولة الجديدة من المفاوضات جلس خلالها وفدا الحكومة والمعارضة السورية وجها لوجه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا للصحفيين إنه يتطلع لجمع الوفدين معاً لإجراء محادثات مباشرة لكن هناك حاجة للمزيد من العمل. وطالب دي ميستورا الفصائل المتحاربة في سورية ببدء رحلة السلام، وقال لممثلي وفدي الحكومة والمعارضة إن استئناف محادثات السلام بينهما يجب أن يكون علامة على بدء مفاوضات سلام حقيقية على الرغم من أن العملية لن تكون سهلة. وأضاف دي ميستورا «آمل أن يسترجع الناس يوما ما هذا اليوم، ويقولون إنه في ذلك اليوم وفي هذا المكان بدأ السوريون رحلة طويلة وصعبة نحو السلام». واستطرد دي ميستورا قائلاً ينبغي على كلا الجانبين احترام إرادة الشعب السوري. وأضاف: «الشعب السوري بحاجة ماسة لوضع حد لهذا الصراع وأنتم تعرفون ذلك»، محذراً من مغبة فشل المباحثات بين الجانبين. وقال دي ميستورا إنه سيستقبل الوفود لاحقاً وهو ما يثير احتمال أنه ربما يجمع الأطراف المتحاربة في قاعة واحدة. وخلال محادثات جنيف التقى دي ميستورا بسوريات طالبن بتناول مصير أقاربهن المعتقلين أو المفقودين. وقال دي ميستورا للصحفيين إنهن يرسلن إلى - ومن خلالي للجميع - رسالة مفادها أن علينا ونحن نتحدث عن مستقبل سوريا ألا ننسى من لا يزالون إما معتقلين أو مفقودين. وتابع قائلا هناك آلاف وآلاف من الأمهات والزوجات والبنات اللائي يأملن في أن يكون هذا الجانب على الأقل من بين فوائد أي تفاوض.. يمكنكن أن تتأكدن أننا سنطرح دوما ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين. وتزامناً مع انطلاق محادثات جنيف استمر القتال في أجزاء مختلفة من سوريا أمس، إذ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة بمحافظتي درعا وحماة في حين أطلق مقاتلو المعارضة صواريخ على أهداف حكومية. كما سيطرت ثلاث مجموعات مقاتلة مدعومة من تركيا أمس على مدينة الباب بالكامل من ما يسمى بـ(تنظيم داعش) في شمال سوريا بعد أسابيع من المعارك، بحسب ما أكدت وكالة الأناضول التركية الحكومية.
مشاركة :