نكمل حديثنا بالأمس، تخيل أن الحساب مثلما وضع ثقته في المواطن في كشف دخله، وقال إنه سيتحقق من دخل المُستفيد من خلال آلية مُرتبطة بعدة جهات أخرى لجمع البيانات ومُقارنتها يما تم الإفصاح عنه، وضع آلية أخرى (مُقابلة) للالتزامات المالية، أنا مُتأكد أن مالا يقل عن 80% من المواطنين السعوديين سيقدمون كامل بياناتهم (بكل أريحية) للحساب, حتى لو كانوا غير مُستحقين، وستنجح فكرة بناء قاعدة البيانات الدقيقة.. إذا يُمكننا القول إن مشكلة هذه المرحلة (مرحلة التسجيل) وجمع المعلومات والتحقق من صحتها كانت الثقة، وهي - برأيي - ومن خلال نبض الشارع،الحقيقة التي يجب أن يفكر البرنامج في إعادة بنائها الآن، فالوقت مازال مُبكراً . طبيعي جداً أن تظهر مثل هذه التخوفات، فالفكرة جديدة على مُجتمعنا، الذي كان طوال تجاربه السابقة ينتظر (قراراً) ليتعايش مع تأثيره على حياته، ولم يُشارك سابقاً في صنع تفاصيل وسياسات (دعم ما) من أي جهة حكومية مثلما نعيشه الآن، والأكثر إثارة أن هذا يتم من خلال معلومات يقدمها المواطن أولاً، ثم يتم تحليلها ثانياً، للبحث عن أنسب الطرق، وحجم الدعم، وأهلية المُستحقين؟!. إذا في تصور المواطن أنه يقدم معلوماته، ويكشف عن دخله وبناء تكوين أسرته، ويفوض البرنامج (ببحث خفاه) كما نُطلق عليها في ثقافتنا المحلية، دون أي ضمانات ملموسة للدعم، أو أرقام تقريبية مُعلنة، فكل شيء يبدو في - ذهن كثيرين- مُجرد (جمع معلومات، تحليل، بحث أهلية) ولا حديث عن سياسات دعم إلا بعد الحصول على خارطة تفصيلية (لجسم المجتمع)، وتصحيح المعلومات عن المجتمع كاملا. السؤال هل سيعكس الـ(10 ملايين مواطن) المُسجلين حتى الآن في حساب المواطن، الهدف من رسم خارطة (جسم المجتمع) وبناء قاعدة المعلومات الجديدة، التي ستستهل اتخاذ قرار أكثر فعالية وأجود تأثيراً ؟!. لاحظ أن منهم أكثر من (مليونين ونصف مليون) مواطن أدرجوا من مُستحقي الضمان الاجتماعي آلياً، إضافة لأكثر من 60 ألف من قوائم انتظار المُعاقين .. برأيي لابد من التريث وتحفيز المُترددين على التسجيل بأي طريقة، فهم في الحقيقة ينتظرون ماذا سيجني الـ10 ملايين مواطن من الحساب ليُقرِّروا لاحقاً الانضمام وكشف المعلومات، وهو ما سيعطي نتائج مُغايرة لما تم تحليله واعتماده في هذه المرحلة.. يتبع غداً وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :