أكد الباحث والمهتم بتاريخ المدينة المنورة فؤاد المغامسي أن المصادر والوثائق الأرشيفية العثمانية، تتحدث عن المعالم التاريخية في المدينة المنورة؛ ومن أبرزها منطقة السبعة مساجد التي تقع على سفح جبل سلع الغربي، الذي يقع في الشمال الغربي للمسجد النبوي. وقال المغامسي لـسبق: المساجد السبعة ارتبطت في المدينة المنورة بغزوة الخندق وتعود التسمية بـالمساجد السبعة إلى عدد المساجد؛ بالرغم من أن المحصور منها في المنطقة التي شُيّدت فيها ستة مساجد هي: (مسجد الفتح، مسجد سلمان الفارسي، مسجد أبي بكر الصديق، مسجد عمر بن الخطاب، مسجد علي بن أبي طالب، مسجد السيدة فاطمة الزهراء). وأضاف: مسجد الفتح يُعَدّ أكبر المساجد السبعة، مبني فوق رابية غرب جبل سلع، وله عدة أسماء اشتُهر بها يسمى مسجد الأحزاب، والمسجد الأعلى؛ لوجوده على جزء من جبل سلع، واسمه الآن مسجد الفتح، وروي: أن النبي صبى الله عليه وسلم دعا على الجبل الذي عليه مسجد الفتح وصلى في المسجد الصغير الذي بأصل الجبل على الطريق حتى مصعد الجبل. وذكر الخياري أن أول من شيّده أمير المدينة المنورة عمر بن عبدالعزيز وقد مر مسجد الفتح بعدة مراحل من إعادة التعمير والبناء أو الترميم. وقال: في عهد السلطان عبدالمجيد خان الأول تم تجديده في عام 1270هـ/ 1853م؛ حيث تم بناؤه على هضبة مرتفعة نسبياً بالجهة الشمالية الغربية من جبل سلع، ويطل بواجهته الغربية على مجرى سيل أبي جيدة، والذي كان يعرف في السابق بوادي بطحان. والمبنى عبارة عن إيوان طوله حوالى 8.50م في اتجاه القبلة، وعرضه 3.5م في الاتجاه العمودي للقبلة، وارتفاعه حوالى 4.50م. وأضاف: والمبنى مقام بحجر البازلت وفي وسط حائط القبلة، وعلى محور المبنى أقيم محراب صغير عبارة عن فجوة ذات مسقط مستطيل معقودة بعقد مدبب برجل، شكّلت أركانه بنصف عمود، وينفتح الحائط الشمالي للإيوان على رحبة صغيرة غير مبلطة بواسطة عقد مدبب يبرز عند بدايته عن سمك الحائط، وسقف المبنى عبارة عن قبو متقاطع، وعلى جانبيه العقد، وفي الجزء السفلي من الحائط توجد فتحتان دائريتان حديثتان للتهوية. وأردف: المساجد الخمسة هي: مسجد سلمان الفارسي، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين، وقد جُدّدت ورُمّمت في عام 1270هـ/ 1853م. وعن هذه المساجد الخمسة، قال المغامسي: أعتقد أن المساجد الخمسة الأخرى كان الخلفاء والصحابة يصلون النوافل فيها، ومواضع المساجد الخمسة ليست مواضع صحيحة يُعتمد عليها؛ بل إنها على وجه التقريب والتوهم والاجتهاد. وأضاف: من مشاهدات تاريخ منطقة المساجد السبعة أنه تناثرت في تلك الفترة المقاهي والبسطات التجارية المتنقلة، وبائعو الهدايا للزوار. وأردف: مع تطور المكان وتطور المنطقة بدأت تتلاشى هذه المقاهي، وما زالت المساجد السبعة موجودة، وقد عُنيت حكومة المملكة العربية السعودية في عهدنا الزاهر بتلك المنطقة؛ فأنشأت مسجداً بين تلك المساجد بمساحته الشاسعة الفسيحة، وأقفلت المساجد التاريخية مع الحفاظ عليها والعناية بها.
مشاركة :