الحب في زمن الإرهاب

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منصور استعار الروائي الألماني، ريمارك عنوان روايته الشهيرة للحب وقت وللموت وقت، والتي كتبها في المنفى أثناء الحكم النازي من الكتاب المقدس. وهناك عناوين عديدة لروايات وأفلام عن الحب تربطه بالموت كالفيلم الشهيرقصة حب، لإريك ساجال، والذي أعاد دموع الرومانسية إلى عالم واقعي لا يعترف بالعواطف! وكذلك جارسيا ماركيز الكاتب الكولومبي الذي فاز بجائزة نوبل، فقد كتب عن الحب في زمن الكوليرا. فهل يحق لأي كاتب الآن في العالم، وبعد وداع فالنتاين أن يكتب عن الحب في زمن الإرهاب؟ وهل سيكون لمثل هذه العواطف النبيلة مكان في عالم يغمره الدخان ويعج بالأطلال؟ الحقيقة هي أن الحب هو أحد الأسلحة المضادة للإرهاب، لأنه شكل من أشكال المقاومة والدفاع عن حق الإنسان في الحياة والإقامة في كوكب آمن وغير ملغوم بكل هذا العنف. والحب رغم أن هذه الكلمة من حرفين فقط، يتسع لكل ما في الكون من كائنات وأشياء جميلة، فالأشجار تعرفه من خلال غبار الطلع، والطيور تغني له حزناً أو فرحاً، وكذلك البشر. حرفان يختصران اللغات كلها قدر تعلقها بالتعبير عن كل ما هو بهي ودافئ وحميم! والحب الذي عاش في زمن الحرب، وكتب عنه همنجواي أهم روايات في الحرب العالمية الثانية، كان تبشيراً بالسلام ودفاعاً عن الحياة ضد الموت، والحب أيضاً عاش رغم زمن الكوليرا وكل الأزمنة القاسية، لأنه سر التوازن في هذا الكون، ورغم أن الأغاني مختصرة إلى حب الرجل والمرأة، إلا أنه يتسع للأوطان والقيم وذوي القربى من آباء وأمهات وأبناء عمومة وخؤولة. الحب بهذا المعنى يقدم مضادات للتطرف والعنف وثقافة الانتقام، وهو توأم الإنسان منذ الكهف، حتى ناطحات السحاب، وحمل الرسائل الوردية سواء في عنق حمام زاجل، أو على ورق البردي، وأخيراً عبر الإنترنت، فهو خالد لا يتبدل، لكن الوسائل والأدوات التي تحمله هي التي تتطور وتتغير! الحب في زمن الإرهاب مقاومة وثقافة حياة مضادة لمن يكرهون المهود ويعشقون التوابيت!

مشاركة :