صناعة الإرادة في اليمن: الحب في زمن الكوليرا

  • 7/1/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد اليمن في المرحلة الراهنة حالة انطفاء التيار الكهربائي منذ أكثر من عام في عدد من المحافظات، ومع ذلك يظل الجميع في حالة ترقب شديدة حول أبرز المستجدات التي يمكن أن تطرأ على المشهد الاجتماعي والسياسي بعد سجالات متنوعة، وشكَّلت في مجملها أدوات جديدة لصناعة الإرادة الخلاقة المعنية بمراحل تطور السياقات المعرفية ذات الصلة باهتمام الرأي العام في ظروف سياسية واقتصادية وصحية أشبه ما تكون بحالة بحث عن بداية النهاية لمرحلة يصعب التكهن بجدوى استمرارية الفعاليات الاجتماعية والسياسية والثقافية والصحية لأداها للمهام المنوطة بها في وضع الأنساق الفكرية المعبرة عن ذات ومعنى، وصورة ودلالة؛ لكون الجميع فيما يبدو في مرحلة هدنة طويلة الأمد. وتظل القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مرحلة استجداء حول الآفاق المستقبلية التي تواجه صعوبة الإيفاء بمتطلباتها نتيجة لكونها غير ذات صلة بأولويات المرحلة الراهنة، وبذلك يكون العقل الجمعي ضمن أدوات فرز الخيارات الملائمة والبدائل المناسبة لتجاوز الأفكار النمطية التي سادت خلال الفترة الزمنية 2014 - 2017م، وتبدو أنها عابرة لكل القيم المنفردة أو المشتركة، التي تؤكد أنها في مرحلة مراجعة ذاتية للتصورات السابقة، ومحاولة البحث عن ذرائع ميكافيلية جديدة في ظل السياقات الاجتماعية والسياسية التي تتمحور حول ذاتها كمحاولة لإيجاد تصالح ذاتي أو حتى تصالح معنوي مع القوى البديلة التي تحاول هذه الفترة الزمنية إعادة إنتاجها وما سينجم عنها من أفكار وتصورات عبر وسائل وأساليب ترصد الواقع وفقاً لنماذج مُعدة مسبقاً، لكنها أيضاً قد لا تتوافق مع معايير النظم السياسية والاجتماعية التقليدية. وهكذا قد يكون لحالة التمازج الثقافي والتماثل السياسي دور في إبقاء المكونات المجتمعية في حالة من التيه وفقدان المعنى لجدوى مآلات تلك المرحلة؛ لكونها تتطلب العبور للمستقبل، والتوافق حول المعايير الشكلية والموضوعية لملء الفراغ الذي أوجدته مرحلة الاستجداء والمناكفات الإعلامية وتصيد الأخطاء والمكايدات السياسية، وقد يكون لمرحلة الاستيعاب المتوقعة لذلك الفراغ عبارة عن ظواهر صوتية تعبر عن المكبوت الهوياتي عبر إيقاع الزمن والمكان الذي قد يضع المحددات المأمولة من مرحلتين متناقضتين في زمن قياسي ومكان تأويلي لقضايا جدلية يمكن من خلالها استدراك الأفعال التمكينية نحو خطوات ممنهجة لغاية هلامية قد يُستدل عليها من خلال التجاذبات الإعلامية والسياسية حول المعايير المنظمة للحياة السياسية والاجتماعية. وعلى الرغم من ذلك تظل النزعة التواصلية لمعرفة المستجدات في حالة بوح غير مسموعة، ولكنها تعبر عن مناشدات ضمنية لبقايا إنسان ينحت في الصخر لعله يجد ضالته في فهم خبايا هذا الواقع المليء بالتسويات والتناقضات والتأملات في آن واحد، والتي قد تعلو فيه الهتافات والصيحات التضامنية مع واقع لا يريد التضامن مع ذاته، لكنه يأمل ذلك؛ كي يظل فرقاء العمل السياسي والاجتماعي أشبه ما يكونون بملهاة دانتي "الكوميديا الإلهية: الجحيم والفردوس والمطهر" لنستلهم منها "رسالة الغفران" للمعري، والتي تعبر بهم خلال تلك الملهاة إلى أنماط إدراكية تجمع بين الدبلوماسية الهادئة والموسيقى الصاخبة في دور عرض أوبرالي، لألوان اعتيادية تسمو بالتنوع، وتدنو من أحاسيس أقاليم الجسد؛ لنرسم بورتريه درامياً لرائعة الكاتب الكولومبي ماركيز "الحب في زمن الكوليرا: Love in the Time of Cholera". ويكون ذلك السر وراء الأسباب المرئية لانطفاء التيار الكهربائي في عدد من المحافظات، وكأنها "دور عرض سينمائي: وما الحياة إلا مسرح كبير"، وذات صلة بالعوامل الفنية والأداتية وحتى الرومانسية أو التراجيدية، التي جعلت من المجتمع نموذجاً لفهم التعبيرات الفلسفية لجدوى الانسياق وراء الحدس في مقارنة ذواتنا بالإحساس بالمشكلة المحورية التي تواجه المواطنين ومعاناتهم في عموم اليمن في زمن الانقسام والتفرقة والتجزئة؛ كي يرفعوا شعار "لنتحد من أجل الكوليرا"، في حين أن المجتمع الدولي يعلن دعمه الكامل لإيجاد حلول سياسية ذات طابع منطقي وموضوعي للأزمات الدائرة في المنطقة العربية، والتي لا تخلو من الخيال السياسي وفقاً للهوى المعرفي والإجرائي لإدارة أزمات تفاعلية بين شكلها وجوهرها، بين نمطها الإدراكي ومضمونها المعرفي، وقد تعمل على الإبقاء على الوضع الراهن حتى نسمع صوت العقل يُدوي في الأفق: "الإيمان يمان والحكمة يمانية". • للتأمل: منظمة الصحة العالمية تُعلن ارتفاع عدد الوفيات جراء الكوليرا في اليمن إلى 1146 حالة. • "إن الحكمة تأتينا في الوقت الذي لا تعود به ذات نفع"، الحب في زمن الكوليرا للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :