عبد اللطيف الزبيدي من خطايا التربية التقليدية توهّم الكثير من الآباء، أن التوجيه العلميّ للنشء الجديد يكون في نهاية الإعدادية. إعادة النظر ضرورية، لأن سنّ الرابعة أو الخامسة فرصة رائعة للانطلاق. لا تنتظروا الابتدائية والمدرسة. خيال الطفل فوق ما تتصوّرون.الأرقام لعبة مسلّية ومثيرة للخيال. لدى الصغار جدّاً تكون اللعبة بالأحجام. الكرات مثلاً. بعد الشرح بالكرة الأرضية، ما هي وأين هو عليها، وموقع البلد والمنطقة. نعطي الطفل فكرة عن الشمس، بالمقارنة على الشبكة. لو كانت الكرة الأرضية في حجم البندقة، فإن الشمس ستكون كرة قطرها متر ونصف المتر، هي مليون وثلاثمئة ألف مرّة حجم الأرض. المسافة بين الأرض والشمس، تساوي تقريباً 25 ألف مرة المسافة بين الإمارات وبريطانيا. أو نقسم 150 مليون كم على المسافة إلى البلد الذي سافر إليه، أو ما شابه. كذلك مع القمر. نقيس ذلك على كواكب المنظومة الشمسية، بأسمائها، ونلعب اللعبة نفسها بمسافاتها، مع رسوم وصور توضيحية توجد «بالهبل» على النتّ.في مستوى الأطفال القريبين من العاشرة، من السهل الحديث عن المجرّة والسنة الضوئية، نقول إن المقاييس النجومية غير ممكنة بالمتر والكيلومتر. السنة الضوئية عشرة آلاف مليار كم. شمسنا هذه صغيرة في المقاييس الكونية. مجرّتنا سكة التبانة فيها قرابة مئتي مليار من شمسنا وأكبر منها بكثير أحياناً. قطر مجرّتنا مئة ألف سنة ضوئية. الأرض قريبة من حدود المجرّة، تفصلها ثلاثون ألف سنة ضوئية. يعني لو سافر الإنسان بسرعة الضوء، 300 ألف كم/ثانية، لاحتاج إلى ثلاثين ألف سنة. لا خوف، فالوجبات على الرحلة، وكذلك الأفلام. لكن الأبوين لن يضيعا عليه الدراسة بالرحلات البعيدة، فالكون المنظور 45 مليار سنة ضوئية. ملل. ثم إن أفلام السينما منذ اختراع الفن السابع لا تكفي، حتى لو أضفنا كل الأشرطة الوثائقية ومليارات الأغاني.شمس منظومتنا متواضعة، إذا قيست على النجوم العملاقة في مجرّتنا. خذ مثلاً «في.واي الكلب الأكبر»، إنه أكبر من الشمس 1400 مرة. قطره 99 مليون كم. قطر شمسنا مليون و 400 ألف كم، نحيلة الخصر. أكبر من «الكلب الأكبر» النجم الفائق العملقة «يو.واي سكوتي»، قطره 2.4 مليار كم. لو كانت الأرض كرة قطرها 20 سم، لكان قطر الشمس 22 متراً، ولكان قطر هذا العملاق أربعين كم. الطريف أنه فقد نصف حجمه في ريجيم تخسيس بفقدان الطاقة.لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: «علمهم وهم يلعبون»، فهذه الأرقام وغيرها في علوم الأرض والكون، ستحدث في خيال الأطفال «بيغ بانغ» عشق العلم والمعرفة. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :