آخيل بأسماء مستعارة

  • 2/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

خيري منصورالأسطورة اليونانية التي تحدثت عن عُقْب آخيل عاشت حتى أيامنا وقد تواصل الحياة ما دام هناك بشر في هذا العالم، لأنها تذكر الأقوياء مهما بلغوا من العنفوان أن لكل منهم نقطة ضعف، هي مقتله. وإذا كان ضعف آخيل قد تجسد في قدمه التي لم تغطس في بحيرة الخلود فإن ضعف الآخرين قد يكون الإفراط في الثقة بالنفس، سواء تعلق الأمر بإمبراطوريات سادت ثم بادت أو بأفراد راهنوا على ديمومة ربيعهم، وأن الخريف سيبقى بعيداً عنهم، وأحياناً يكون الضعف هو نقطة القوة كما يقول الكاتب الروسي تشيكوف، فالذبابة التي تحوم حول ذيل الحصان تزعجه وقد تفقده توازنه لكنه لا يستطيع رفسها لصغر حجمها وقدرتها على الطيران. وهذا ما قاله الشاعر العربي عن البعوضة التي تدمي مقلة الأسد أو الغابة التي يحولها إلى رماد عود ثقاب واحد!وآخيل الإغريقي موجود في كل العصور لكن بأسماء مختلفة، ونقطة ضعفه التي تسببت في مقتله ليس بالضرورة أن تكون كعب قدمه الذي بقي خارج ماء بحيرة الخلود وهناك أقوياء ذهبوا ضحية زلة لسان، ومنهم المتنبي الذي حاول الفرار ممن تحلقوا حوله، لكن غلامه عيّره بما ادعى ذات يوم حين قال إن الخيل والليل والبيداء تعرفه.. لهذا قيل قتله لسانه، وهناك أيضاً من دفعوا حياتهم ثمناً لكذبة بيضاء، أو دعابة ظنوا أنها عابرة، لكن مصادفات القدر حولت المأساة إلى ملهاة!ما من كائن يخلو من عُقب آخيل، لكن الجميع يحاولون قدر المستطاع إخفاء نقاط ضعفهم، حتى الحروب لا تسلم من ذلك، لأنها خدعة ومراوغة.والأساطير ليست على الدوام نقيض التاريخ، إنها أيضاً تاريخ لكنه متخيل وقابل للتأويل، لهذا كتب مفكر ألماني يقول: سحقاً لكل من سبقونا، فقد قالوا كل ما يمكن أن نقوله!وما الحروب النفسية في نهاية المطاف غير البحث المتبادل عن نقاط الضعف وأعقاب آخيل بكل أسمائه المستعارة!.

مشاركة :