بعد وصولها إلى قائمة البوكر القصيرة العام الماضي، صدرت الطبعة الثالثة من رواية الكاتبة السورية شهلا العجيلي «السماء قريبة من بيتنا» (منشورات ضفاف والاختلاف). هذه الرواية هي الثالثة لها بعد «عين الهرّ» و«سجاد عجمي». وفيها تتطــرّق العجيلي إلى الحرب السورية والتحولات التي أحدثتها على البــلــــد وأهله. تنسج الكاتبة حكاية حب بطلتها جُمان، باحثة في علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، وناصر العامري، أستاذ الجغرافيا الذي يعمل خبيراً دولياً في المناخ والجفاف. يلتقي البطلان في رحلة من إسطنبول إلى عمّان، فيجد كل واحد منهما ملاذه لدى الطرف الآخــر. تُصاب جُمان بمرض خبيث، فيغدو جسدها الندي مساحة لعلاجات كيماوية مدمرة، تماماً كجسد وطنها الذي يُضرب بأسلحة فتاكة دمرت فيه الحجر كما البشر. تقف العجيلي عند اللحظة السورية الراهنة، لكنّ الزمن الروائي يدور بين حقبتين، الماضي (بدءاً من 1947) والحاضر (زمن الحرب). وهي أيضاً تهتم برسم الأماكن بتناقضاتها المرعبة، فتنقل روح المدن الجميلة من حلب إلى بورتوفينو، ومن ثم تصف حال المخيمات بوضعها المزري، ومن بينها مخيم الزعتري.
مشاركة :