متابعة - صفاء العبد: أحيا الغرافة آماله في بلوغ مربع الكبار بعد أن أوقف نجاحات الريان ليلحق به أول خسارة بعد 8 جولات وذلك عندما قلب تأخره أمامه بهدف في الشوط الأول إلى فوز بهدفين خلال المباراة المثيرة التي جمعت بين الفريقين مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد ضمن الجولة ( 22 ) لدوري النجوم. وجاء فوز الغرافة، الذي سبق أن فاز ذهاباً أيضاً بنتيجة ( 3 - 2 )، من خلال الشوط الثاني فبعد أن نجح الريان في فرض سيطرته أغلب زمن الشوط الأول الذي أنهاه بتقدمه بهدفه الوحيد الذي سجّله المدافع ناثان في الدقيقة ( 13 ).. غير أن الغرافة نجح في قلب المباراة تماماً في الشوط الثاني ليسجّل هدفي التفوق عن طريق المدافع صوماليا ثم عبدالغني منير في الدقيقتين ( 54 و 74 ) وهو ما رفع رصيد الفهود إلى (37) نقطة في مركزه الخامس على بعد نقطتين عن الجيش الرابع قبل مباراته اليوم أمام الأهلي، في حين تجمّد رصيد الريان عند ( 44 ) نقطة في مركزه الثالث.. وكان مدرب الريان، الدنماركي لاودروب، قد اختار إراحة ستة من لاعبيه الأساسيين استعداداً للمباراة المهمة التي تنتظر الفريق يوم الثلاثاء المقبل أمام الهلال السعودي في الرياض ضمن دوري أبطال آسيا حيث تواجد تاباتا وسبستيان ودانيال جومو ومصعب خضر على دكة البدلاء، بينما كان كاسيراس وعبدالكريم سالم خارج التشكيلة أصلاً، في حين غاب عن الغرافة محترفه السلوفاكي فايس ولاعب الوسط لورانس .. ورغم أن الريان كان قد بدأ المباراة بهذه التشكيلة التي افتقدت لهذا العدد من اللاعبين الأساسيين إلا أنه نجح في فرض الكثير من السيطرة وخصوصاً في منطقة العمليات التي تواجد فيها باسكو جيسوس وعبدالرحمن الكربي ومايونجين كو في وقت نشط فيه الفريق بشكل متميز في الجبهة اليمنى من خلال تحرّكات عبدالرحمن الحرازي ومن خلفه الظهير محمد علاء الذي أسهم بدور مهم عبر توغلاته السريعة وتمريراته الخطيرة إلى داخل الصندوق.. أما الغرافة فقد بدأ المباراة بشيء من التوجس على الرغم من أن فرصته كانت تبدو هي الأفضل وفقاً لهذا الكم من الغيابات المهمة في تشكيلة الريان.. وكان واضحاً أن الفريق يعاني من سوء التنظيم في الأمام رغم أنه كان يلعب بثلاثة لاعبين يتقدّمهم محمد رزاق ومن خلفه عثمان اليهري في اليمين ونيميث في اليسار.. وفي الحقيقة فإن الثلاثي هذا لم يكن فاعلاً في الأمام وعانى كثيراً من صعوبة اختراق دفاعات الريان المؤلفة من ناثان وفييرا وإلى جانبيهما محمد علاء وعبدالحميد عناد.. وبسبب من صلابة دفاعات الريان وحيوية وسط الفريق كان الغرافة قد عانى كثيراً في بنائه الهجومي بحيث لم نشهد له ما هو مهم أغلب زمن الشوط الأول، على العكس تماماً من الريان الذي تحرّك بالكثير من الخطورة واستطاع أن يهدّد مرمى الغرافة عدة مرات بدءاً من تلك المحاولة المبكّرة التي صنعها محمد علاء المتوغل يميناً عندما مرّر كرة جميلة جداً الى شقيقه أحمد علاء داخل الصندوق في مواجهة المرمى تماماً ليلعبها الأخير رأسية ولكن عالية فوق المرمى.. ويواصل الريان ضغطه الهجومي، وها هو الكوري مايونجين كو ينقل كرة سليمة جداً من الجانب الأيمن إلى زميله المدافع المتوغل في الجزاء ناثان ليلعبها الأخير رأسية خلفية ويسكنها الشباك عند أقصى الزاوية اليمنى للحارس يوسف حسن ليضع الريان في المقدّمة عند الدقيقة (13) من اللقاء.. ومرة أخرى وبعد أقل من أربع دقائق تتاح للريان فرصة تعزيز تقدّمه بهدف ثان عندما مرّر غارسيا من اليسار هذه المرة كرة رائعة إلى عبدالرحمن الحرازي الخالي من الرقابة داخل الجزاء في مواجهة المرمى تماماً لكن الأخير يسدّد بتسرع وبدون تركيز عالية فوق المرمى.. ورغم تصاعد أداء الغرافة في الدقائق التالية بحثاً عن فرصة التعديل إلا أن تحرّكاته ظلت عقيمة وخالية من الخطورة الحقيقة بحيث لم نشهد للفريق ما يمكن أن يحسب على أنه تهديد حقيقي للمرمى طوال النصف الأول هذا من المباراة.. غير أن السيناريو بدا مختلفاً مع بداية الشوط الثاني حيث عاد الغرافة ليتحرّك بشكل أفضل وأكثر تنظيماً في الأمام بحيث تمكن من تهديد مرمى الريان بعد خمس دقائق فقط من صافرة البداية وكان بإمكانه أن يُدرك التعادل فعلاً لولا أن محمد رزاق الخالي من الرقابة داخل الصندوق يسدّد كرته بعشوائية عالية فوق المرمى..!! لكن المدافع صوماليا كان هو من عوض عن ذلك بعد أربع دقائق عندما استثمر تلك الفرصة التي صنعها عبدالرحمن فايز عندما نقل كرته من الجانب الأيمن إلى داخل الجزاء ليهيئها نيميث إلى صوماليا المواجه للمرمى دون مزاحمة فيسكنها الشباك عند الدقيقة ( 54 ) ليعلن عن هدف التعادل.. وكان هدف التعادل هذا والتراجع في خطورة الفريق الأمامية هو من دفع بمدرب الريان لاودروب ليزج بتاباتا بدلاً من مايونجين كو لكنه وبعد دقائق قليلة عاد ليخرج غارسيا ويشرك بدلاً عنه عبد المجيد عناد بينما أخرج مدرب الغرافة المهاجم محمد رزاق ليدفع بزميله جونسون ويوعز لنيميث ليكون رأس حربة هذه المرة.. وكان واضحاً أن الغرافة هو الأنشط هذه المرة وهاهو يترجم ذلك إلى هدف التفوق الثاني الذي جاء في الدقيقة ( 74 ) وكان عن طريق عبدالغني منير مستثمراً كرة عرضية من الجانب الأيمن أكملها من داخل الجزاء إلى داخل المرمى في حين ضاعت من تاباتا عقب سبع دقائق فرصة ثمينة لإدراك التعادل للريان من فرصة سهلة جدا قبل أن يقرر حكم المباراة ابعاد مدرب الغرافة خارج الملعب بسبب الاعتراض قابله مدرب الريان بالزج بسبستيان بحثا عن هدف التعديل ولكن دون جدوى خصوصا بعد ان ردت العارضة كرة لتاباتا ليبقى الغرافة متقدما ويخرج بفوزه الحادي عشر وهو الثاني على الريان ذهابا وايابا ..
مشاركة :