الحدث المصري يعمق خلافات شباب ثورة اليمن

  • 7/29/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تلقي الأحداث التي تشهدها مصر بظلالها على الشارع اليمني. ويرشح من مواقف شبان اليمن ازاء مجريات عزل الرئيس محمد مرسي وجود تباين سحيق وعصبوي يذكر بلحظات الحرب الباردة خصوصاً لجهة الكراهية للاخوان المسلمين وتعظيم العسكر، ما يؤكد ضعف قيم التعايش والديموقراطية في دول الربيع العربي. وفاقم الحدث المصري التباين بين شبان الثورة اليمنية في وقت يشهد هذا البلد المتأرجح بين الحداثة والتقليدية انبعاثاً لافتاً للعصبيات القديمة والجديدة على السواء. وخلافاً للموقف من سورية الذي اقتصر التباين بشأنه على الجماعتين السنية والشيعية فتح الحدث المصري الباب لانقسام هو الأشد حتى الآن مستقطباً غالبية شبابية تؤيد الاجراء الذي اتخذته قيادة الجيش المصري في حين رأى فيه الاخوان المسلمون والسلفيون وبعض الشباب المستقل انقلاباً على الديموقراطية. وللمرة الاولى منذ اندلاع ثورات الربيع العربي يقارب حدث مثل عزل الرئيس مرسي بين انصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ومكونات الثورة اليمنية باسثناء الجماعات السياسية الاسلامية السنية. وطالبت بعض المنظمات المدنية المحسوبة على حزب الرئيس السابق بإطلاق اسم عبدالفتاح السيسي على شارع في صنعاء. وامتد الخلاف الى داخل قيادات الثورة الشبابية ودانت الحائزة جائزة نوبل للسلام الناشطة في ساحة التغيير في صنعاء توكل كرمان الاجراء العسكري المصري ووصفته بالمؤامرة وفق ما نشرت على صفحتها على» فايسبوك». وترى الناشطة في ساحة الحرية في تعز الكاتبة بشرى المقطري اطاحة مرسي ثورة ثانية، داعية الى استلهام ما جرى في مصر. ويوماً بعد يوم تظهر الوقائع على الأرض عجز ثورات الربيع العربي عن ترسيخ ثقافة سياسية اجتماعية تنهض على قواعد اللعبة الديموقراطية وقيم التعايش. وما انفك الموروث العربي الاسلامي الصراعي يضرب بجذوره في الحياة المعاصرة. ولا يقتصر الأمر على الكراهية بين الاسلاميين وغير الاسلاميين فقط بل وبين الجماعات الاسلامية تفسها، اذ سقط قتيل وعدد من الجرحى في خلاف بين شبان من جماعة الحوثيين (الذراع العسكرية للأحزاب اليمنية الشيعية) ومجموعة من السلفيين السنة على خلفية اقامة صلاة التراويح في مسجد في صنعاء. ويشكو كثيرون من أن الاحزاب لم تمتثل بعد للثقافة الديموقراطية وأنها في العمق تنهج نهج التحالفات القبائلية القديمة. وترى الطالبة الجامعية المستقلة رؤى صالح في الانقسام اليمني ازاء ما يحدث في مصر مؤشراً الى أفول ما سمي بالكتلة التاريخية ويقصد به تحالف الاحزاب اليسارية والقومية والاسلامية ضد نظام الرئيس السابق، مؤكدة أن لا قيم راسخة حتى الآن يمكن أن تؤسس للتعايش والتداول السلمي للسلطة وأن حالة التربص بالآخر ما زالت قائمة. وهدد بعض شبان الاحزاب اليسارية والقومية بالتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما لم يراجع حزب الاصلاح الاسلامي سياساته. تزامن هذا مع منشورات تكفيرية اصدرها القيادي في حزب الاصلاح الشيخ عبدالمجيد الزندان وبعض اعضاء الاصلاح في مؤتمر الحوار الوطني وذلك على خلفية مقترح بأن ينص الدستور الجديد لليمن أن تكون الشريعة الاسلامية مصدراً رئيساً للتشريع وليس مصدراً وحيداً.

مشاركة :