الشارقة- هاني عوكل أوصى المشاركون في ندوة «الصحافة الخليجية بين الورقية والإلكترونية» التي عقدها مركز الخليج للدراسات بدار «الخليج» للصحافة والطباعة والنشر، صباح أمس، في مقره بالشارقة، بضرورة تطوير المحتوى الصحفي ورقياً وإلكترونياً. وأشاروا في الندوة التي أدارها حبيب الصايغ رئيس تحرير الخليج المسؤول، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إلى أن الصحافة الخليجية عموماً متقدمة على غيرها من الصحف في الوطن العربي، في موضوع استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، بهدف الاقتراب أكثر من مختلف الفئات العمرية، وفي مقدمتها جيل الشباب. خلاف في الرأي غير أن المشاركين اختلفوا بين فريق رأى أن الصحافة الورقية عليها أن تغيّر من سياستها التحريرية، وفي استراتيجيتها الخاصة بالمحتوى الإخباري لجهة تأكيد حضورها بقوة في المشهد الإعلامي الخليجي، في حين قال رأي آخر إن الصحافة الإلكترونية تتوسع بقوة على حساب نظيرتها الورقية، وإن المستقبل سيكون للإلكترونية، في ظل المتغيرات المتسارعة الحاصلة في الفضاء الإعلامي عموماً. الرأي الأول يصر على أهمية مراجعة واقع الصحافة الورقية في ضوء مستجدات الصحافة الإلكترونية، وأنها ستتلاشى إذا لم تدخل إلى نطاق الصحافة الإلكترونية وتوجد موطئ قدم هناك، معللين ذلك بأن الجيل الجديد مهتم بالتكنولوجيا، ويعتبرها وسيلة في التعامل مع مستجدات الحياة، وما تفرضه العولمة من ثقافات جديدة وتقنيات من شأنها أن تفرمل نطاق الصحافة الورقية، إذا لم تحسن التعايش مع نظيرتها الإلكترونية لجهة تطوير مواقعها ورفدها بمحتويات كمية ونوعية. أضف إلى ذلك أن هذا الفريق يرى أن السوق الإعلاني التجاري يؤثر في طبيعة عمل الصحافة الورقية، الأمر الذي يستدعي برأيهم ألا تركز الصحافة المكتوبة على منافسة الإلكترونية، بقدر حرصها على تجويد المحتوى والتفصيل فيما وراء الخبر، وتمكين كوادرها العاملين في الميدان الصحفي من تغذية الجمهور بأخبار وتقارير وتحقيقات وحوارات غنية وتلامس هموم المجتمعات.مع ذلك فإنه يعترف بأن الصحافة التقليدية تتمتع بمصداقية عالية، مقارنةً بالصحافة الإلكترونية، وأن الأخيرة تستنسخ كثيراً من الورقية، وأن قوتها تكمن في سرعة إيصال الخبر والمعلومة إلى الجمهور المتلقي، غير أنهم طالبوا بعمل دراسات وإحصائيات تحدد موقع الصحافتين التقليدية والإلكترونية، وعدم الاكتفاء بأخذ آراء انطباعية. تجويد المحتوى الإعلاميالفريق الآخر الذي يؤمن بقوة وتوسع الصحافة الإلكترونية، وأن فضاءها سيزداد رحابةً واتساعاً، فقد علل موقفه هذا بالتغير الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، وما تفرضه من تحديات تستدعي من الأجيال الشابة التعامل مع مثل هذه التقنيات الحديثة للحصول على المعلومة، مؤكدين أن الخبر تحديداً ينتقل بسرعة ويصل الصحافة الإلكترونية قبل الورقية، وأن ما يرغبه الجمهور هو السرعة في إيصال الخبر.ونبهوا في هذا الإطار إلى أن المطلوب من الصحافة الإلكترونية هو تجويد محتواها الإعلامي، ورفد منصاتها الصحفية بمقالات وتحليلات وأخبار ذات مصداقية عالية، حتى تحقق ذلك النجاح الذي يضمن لها حيزاً كبيراً في الفضاء الإعلامي. وفي التطرق إلى دولة الإمارات وواقع الصحافة الورقية والإلكترونية فيها، أكد المشاركون أن هناك حالة من التكامل والتعايش بينهما، وكلتاهما تخدمان سوق الإمارات الإعلامي، إلى جانب أن وسائل الإعلام المحلية بنسختها الإلكترونية خدمت الإمارات بطريقة متميزة، عبر نشر الأخبار في الفضاءين المحلي والدولي. وفي حين لفت أحد المشاركين إلى أن مشروع قانون الإعلام الإلكتروني هو قيد الإجراء، بهدف تنظيم عمل الصحافة الإلكترونية، فقد أكد بالمقابل ضرورة الانتباه للاختراق الخبري الإلكتروني، والتعامل معه بمسؤولية عالية، وتحري المصداقية قبل عملية النشر، والتأكد من صدقية المواد المراد نشرها، نحو تعزيز وتمكين الرسالة الوطنية الإعلامية. المشاركون شارك في الندوة التي سينشر مركز الخليج للدراسات تفاصيلها في وقت لاحق كل من: إبراهيم العابد من المجلس الوطني للإعلام، علي جاسم أحمد عضو المجلس الوطني الاتحادي ومدير عام شبكة أم القيوين الإذاعية، عبدالرحمن نقي البستكي رئيس تحرير شبكة الإمارات الإخبارية، محمد المزعل مدير تحرير صحيفة «غلف نيوز»، أحمد المنصوري صحفي وباحث في جريدة الاتحاد، طارق الشميري مدير البرامج في قناة الغد المشرق وصحفي في هيئة الشباب والرياضة، د. عبدالوهاب بوخنوفة من كلية الإعلام في جامعة الغرير.
مشاركة :