بدأت في سينكان قرب العاصمة التركية أنقرة محاكمة 330 شخصا يشتبه بكونهم ضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف شهر تموز/يوليو 2016،وقد وجهت المحكمة للمشتبه بهم تهم القتل أو محاولة القتل ومحاولة الإطاحة بالحكومة والبرلمان أو تعطيل عملهما. بدأت في تركيا الثلاثاء أكبر محاكمة للمشتبه بضلوعهم في الانقلاب الفاشل العام الماضي، في قاعة محكمة شيدت خصيصا لاستيعاب 1500 شخص. ويحاكم نحو 330 مشتبه بهم في سينكان على مشارف العاصمة أنقرة، وفي حال إدانتهم فإنهم يواجهون أحكاما بالسجن المؤبد بسبب تورطهم بمحاولة الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان في تموز/يوليو الماضي. ويحتجز أكثر من 240 من الواردة أسماؤهم في لائحة الاتهام، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. ووجهت للمشتبه بهم تهم القتل أو محاولة القتل، والعديد منهم من قيادة مدرسة بولاتيلي للمدفعية والصواريخ في أنقرة. كما وجهت إليهم تهم محاولة الإطاحة بالحكومة والبرلمان التركيين أو محاولة منعهما من القيام بعملهما. ويتم الاستماع إلى القضية في سجن سينكان الخاضع لإجراءات أمنية مشددة. وتقف سيارة مزودة بخراطيم المياه عند باب السجن كما تحلق طائرة بدون طيار فوق المكان مع وصول عائلات المتهمين إلى قاعة المحكمة. واكتظت قاعة المحكمة التي تتسع لنحو 1558 شخصا، وأحاط عناصر قوات الأمن بالمشتبه بهم أثناء إدلائهم بإفاداتهم. "هجوم إرهابي" وقال الجندي عبد القادر كهرمان للمحكمة إنه في ليلة المحاولة الانقلابية قال قائد المجموعة للجنود إن هجوما إرهابيا وقع، وأمدهم بالذخيرة. وأدلى مشتبه بهم آخرون بإفادات مماثلة ومن بينهم عارف أوزان ديمير أن قائده أبلغ الجنود أن هجوما قد وقع وأن عليهم "أن يكونوا مستعدين". وأضاف أن "الكولونيل قال ’وقع هجوم في الخارج وعلينا ضمان سلامة الأهالي. لقد تدربنا من أجل هذا اليوم. استخدموا السلاح عند الضرورة‘". وأضاف الجندي أن بعض الناس هاجم الجنود بينما ساعد آخرون في حمايتهم. وقال أهالي المشتبه بهم لوكالة فرانس برس من أمام السجن إنهم ينشدون العدالة. ودعا ساميت أورال الرئيس "إلى النظر إلى حالنا .. نحن لا نريد سوى العدالة". وقال سوندوز بايكارا إن عددا من المشتبه بهم أبرياء من التهم الموجهة إليهم، ولكنهم لا زالوا معتقلين. وأضاف "رغم أن أولادنا لم يطلقوا النار، ورغم أنهم تعرضوا للضرب على يد الأهالي، إلا أنهم مسجونون منذ ثمانية أشهر". أكبر عملية قانونية ألقت أنقرة باللوم في المحاولة الانقلابية على الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، وعلى حركته. وتعتبر تركيا هذه الحركة "منظمة إرهابية" كما يتهم المشتبه بهم الذين يحاكمون في سينكان بالانتماء إلى مجموعة إرهابية مسلحة. ورئيس هيئة الأركان خلوصي أكار هو أحد المشتكين في هذه القضية إضافة إلى قائد قوات الجندرمة الجنرال يشار غولر. وهذه المحاكمة هي واحدة من العديد التي افتتحت في أرجاء البلاد هذا الشهر حيث يحاكم 47 شخصا في مدينة موغلا الغربية بتهم محاولة اغتيال أردوغان. وحتى الآن جرت أكبر المحاكمات في إزمير على بحر إيجه حيث حوكم 270 شخصا أواخر الشهر الماضي ومن بينهم غولن الذي حوكم غيابيا. وعقب المحاولة الانقلابية أعلنت أنقرة حالة الطوارئ وبدأت حملة قمع واسعة واعتقلت أكثر من 43 ألف شخص بانتظار محاكمتهم. ولا تزال حالة الطوارئ قائمة مع بدء المحاكمات في أكبر عملية قضائية في تاريخ البلاد. وصدرت أولى الأحكام بحق كولونيل وميجور الشهر الماضي حيث حكم عليهما بالسجن المؤبد في مدينة أرزوروم الشمالية الشرقية بعد إدانتهم بانتهاك الدستور. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 28/02/2017
مشاركة :