عودة المغرب للاتحاد الأفريقي جعل جبهة البوليساريو الانفصالية تشعر بأن نهايتها قد اقتربت.العرب الجمعي قاسمي [نُشر في 2017/02/28، العدد: 10557، ص(4)]لا قوة لهم لمحاربة المغرب تونس – وصف الخبير المغربي محمد بن حمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، تلويح جبهة البوليساريو بالخيار العسكري، بأنه مجرد فرقعات إعلامية تنم عن حالة الاختناق السياسي التي باتت تُحيط بهذه الجبهة الانفصالية بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي. وقال لـ”العرب” ردا على تصريحات خيرة بلاهي ممثلة جبهة البوليساريو الانفصالية بإسبانيا، التي هددت فيها بالعودة إلى الخيار العسكري، إن كل المعطيات تؤكد أن عودة المغرب للاتحاد الأفريقي جعل جبهة البوليساريو الانفصالية تشعر بأن نهايتها قد اقتربت، لذلك نراها تعود إلى إطلاق مثل هذه الفرقعات الإعلامية التي تعودنا عليها. وتابع إن “الحضور القوي للمغرب في أفريقيا الذي تدعّم بعلاقات مغربية-إفريقية جديدة أسس لها العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال زياراته لغالبية العواصم الأفريقية، دق دون شك مسامير جديدة في نعش الانفصال الذي تسعى البوليساريو إلى محاولة فرضه على المنطقة”. وكانت ممثلة جبهة البوليساريو الانفصالية بإسبانيا قد اعتبرت في تصريحات نشرتها الاثنين، صحيفة “كادينا سير” الإسبانية، أنه “في حال فشل طرفي النزاع حول الصحراء في التوصل إلى حل سلمي، عبر وضع جدول زمني لتنظيم استفتاء تقرير المصير، فإن البوليساريو ستلجأ إلى اختيار إعلان الحرب ضد المملكة المغربية”. وزعمت في هذا السياق أن “المغرب انتهك، مؤخرا، قرار وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، والجبهة بدورها مستعدة للدفاع عن حقوقها مهما كلف الثمن”. وبحسب بن حمو، فإن تصريحات خيرة بلاهي تعكس انسداد أفق هذه الجبهة الانفصالية التي “اعتقدت أنه بإمكانها استفزاز المغرب لجره إلى المربع الذي تريد، وهي بذلك تتوهم ان المغرب سيقع في فخ الاستفزاز”. ولفت إلى أن قرار المغرب الانسحاب من منطقة الكركرات الواقعة على الحدود الجنوبية بين الصحراء المغربية وموريتانيا، استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أفقد الجبهة الانفصالية هامشا كبيرا من مناوراتها، كما عمق أزمتها التي جعلتها تدخل في عزلة إقليمية ودولية. وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت الأحد، أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، وبهدف احترام وتطبيق طلب الأمين العام للأمم المتحدة بشكل فوري، سيتم الانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات. وأشادت الولايات المتحدة الأميركية بإعلان المغرب انسحابا أحادي الجانب من منطقة الكركرات في الصحراء، وذلك في بيان لسفارتها لدى المغرب قالت فيه “نشيد بقرار المغرب القيام بانسحاب أحادي الجانب لعناصره من المنطقة العازلة، الكركرات، دعما لطلب الأمين العام للأمم المتحدة”. وأكد بن حمو أن هذه التطورات هي التي دفعت مسؤولة جبهة البوليساريو الانفصالية إلى إثارة هذا الموضوع من جديد في هذا التوقيت بالذات. وشدد على أن الجميع يعرف أن هذه الجبهة الانفصالية “تفتقد للسيادة على قراراتها، ولا سيما قرارا بهذا الوزن، كما أنها تفتقد للقوة لتنفيذ تلويحاتها”.
مشاركة :