روراوة يكسب ثقة الاتحاد الجزائري من جديد بقلم: مراد بالحاج عمارة

  • 2/28/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

روراوة يكسب ثقة الاتحاد الجزائري من جديد نجح الاتحاد الجزائري لكرة القدم في تطويق الأزمة التي نشبت أخيرا داخل أروقته، والتي كانت تستهدف بالدرجة الأولى رئيس هذا الهيكل الرياضي الكبير محمد روراوة، لا سيما بعد فشل المنتخب الأول في منافسات كأس أمم أفريقيا الأخيرة بالغابون. العرب مراد بالحاج عمارة [نُشر في 2017/02/28، العدد: 10557، ص(22)]ملفات ساخنة تونس - اجتمع أعضاء اتحاد الكرة الجزائري لمناقشة الحصيلة الأدبية والمالية خلال الجمعية العمومية، الاثنين، ونجح الرجل الأول في الاتحاد محمد روراوة في تمرير الحصيلة على أعضاء الجمعية، لتقييم عهدة أولمبية قدرها أربع سنوات. وكانت من بين أهم النقاط المدرجة في جدول الأعمال، الحديث عن الخروج المبكر للمنتخب الجزائري من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2017 بالغابون، وتضاؤل حظوظه في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، كما أخذ خليفة البلجيكي جورج ليكنز في تدريب منتخب المحاربين حصة الأسد من حديث الاجتماع. وفي خضم الأزمة التي أثيرت أخيرا طالب أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الجزائري، محمد روراوة، رئيس الاتحاد المنتهية ولايته بالترشح إلى المنصب لفترة جديدة. وصادق الأعضاء بالأغلبية الساحقة على الحصيلتين الأدبية والمالية لاتحاد الكرة لعام 2016، كما وافقوا على حصيلة نشاطه للفترة الممتدة من 2013 إلى 2017. وجاءت مساندة أعضاء الجمعية لروراوة، رغم حملة الانتقادات الواسعة التي طالته من قبل وسائل إعلام وكل متتبعي كرة القدم الجزائرية سواء كانوا فنيين أو ناقدين أو جماهير، وكذلك وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي الذي طالبه بالرحيل إثر خروج المنتخب من الدور الأول للسباق القاري. ورد روراوة على الدعوات التي طالبته بالترشح بأنه سيحسم قراره في وقت لاحق. واعترف روراوة بإخفاق منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية 2017، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه سيواصل صموده في وجه الانتقادات وسيرفع العلم الجزائري عاليا. وكان خروج المنتخب الجزائري من الدور الأول للبطولة الأفريقية قد أثار عاصفة من الانتقادات ووصل الأمر إلى المطالبة برحيله عن رئاسة اتحاد الكرة. وكانت مشاركة منتخب المحاربين في منافسات البطولة الأفريقية فاشلة لأن الفريق عجز عن تحقيق الأهداف المنشودة مثلما كان الحال في نسخة 2015، رغم الوصول إلى دور الثمانية ونسخة 2013 التي خرج من دورها الأول أيضا.روراوة اعترف بإخفاق المنتخب في أمم أفريقيا 2017، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه سيواصل صموده في وجه الانتقادات في منافسات دورة 2013 خرجت الجزائر من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا التي أقيمت بجنوب أفريقيا، وطالب حينها الجميع بإقالة المدرب الأسبق وحيد خليلودزيتش، لكن رئيس الاتحاد محمد روراوة فضل الإبقاء عليه حفاظا على الاستقرار، وهو ما سمح للخضر بالعبور إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل 2014. ومن ناحية أخرى شن روراوة هجوما حادا على منتقديه، متحديا الكشف عن أي ثغرات أو مخالفات ارتكبها منذ توليه رئاسة الاتحاد. وأكد أنه يتقبل الانتقادات التي تتناول الجانب الفني، لكن ما يرفضه هو تلك التي تمس بالجانب الشخصي وتأتي من أشخاص يجهلون أبسط قوانين لعبة كرة القدم، على حد تعبيره. كما أوضح رئيس الاتحاد الجزائري أنه يدرك جيدا معنى المسؤولية، و"لست بحاجة إلى أن يعلمني أحد إياها". ورغم الإخفاقات الأخيرة تبقى مسيرة روراوة في الاتحاد الجزائري ناجحة على جميع المستويات، سواء أكان على مستوى نتائج المنتخبات أم الأندية، أم على مستوى الإدارة، وتنفيذ برامج التطوير التي أطلقها الاتحاد. لذلك من واجب الجميع، مساندة هذا المنتخب القوي رغم كل التراجع الذي عاشه في الفترة الأخيرة حتى يتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، والمساعدة في تجديده حتى يمكن له مرة أخرى إسعاد العرب والجزائريين الشغوفين بكرة القدم على وجه الخصوص. وفي صورة حسم روراوة لمصيره بمواصلة القيادة للاتحاد الجزائري، فإنه بات مطالبا باتخاذ إجراءات فنية كبيرة من أجل تأكيد جدارته بهذا الاحترام والتقدير لمكانته على الساحة المحلية والإقليمية والدولية. ولم يكن الاتحاد الجزائري بمنأى عن غيره من اتحادات أفريقية وعربية أخرى، عاشت الوضع نفسه على غرار الاتحاد التونسي لكرة القدم بعد أن طالته موجة من الانتقادات اللاذعة إثر فشل منتخب بلاده في مواصلة مسيرته الأفريقية بالغابون بنجاح وغادر من الدور الربع النهائي على يد منتخب بوركينا فاسو. وكان رئيس الاتحاد وديع الجريء في واجهة هذه العاصفة، حيث حملته كل الأطراف مسؤولية هذا الفشل وطالبته بالاستغناء عن خدمات المدرب هنري كاسبرجاك. لكن الأخير أكد صموده أمام هذه الموجهة والتي كانت تستهدف شخصه بدرجة أولى، على حد تعبيره في تصريحات إعلامية، ولعل ما يبرز ذلك هو تمسكه بالمدرب ومحاولة تطويق هذه الأزمة من أجل المحافظة على استقرار المجموعة التي برهنت على أنها قادرة على إعادة أمجاد كرة القدم التونسية بعد المستوى الممتاز الذي ظهرت به لا سيما في الدور الأول من المنافسة الأفريقية. كذلك واجه اتحادا الكرة في مصر والمغرب المصير نفسه في فترات سابقة، لكن رئيسا هذين الهيكلين الرياضيين، تمسكا بمواصلة العمل ومجابهة كل الصعاب من أجل توفير عناصر النجاح لمنتخبين من أبرز منتخبات القارة السمراء، خاصة وأنهما مقبلين على رهان صعب في مشوار تصفيات مونديال روسيا 2018.

مشاركة :