ما بين الفينة والأخرى، تحدث خلافات بين متشددين في قطاع غزة ووزارة الداخلية، تعتقل على أثرها شرطة الأخيرة بعض المتشددين، وعليها يهدد المتشددون بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة في حال لم يتم إطلاق سراح زملائهم من سجون حماس. واختلفت آلية الرد على الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة، بعد تولي افيغدور ليبرمان وزارة الحرب الإسرائيلية، بعدما كانت إسرائيل تقصف غزة والمواقع العسكرية ليلاً، إلى الرد سريعاً باستهداف نقاط تتبع للمقاومة في جميع أنحاء قطاع غزة بعد إطلاق أي صاروخ من غزة مباشرة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن «إسرائيل لن تقبل بأي إطلاق للقذائف الصاروخية من قطاع غزة حتى إن كانت بصورة متقطعة بين حين وآخر». وفتحت تصريحات نتانياهو شهية المحللين والفصائل، حول إمكانية أن تشن إسرائيل عدواناً جديداً على غزة، وخاصة بعد انتخاب مكتب سياسي جديد لحركة حماس يرأسه الأسير المحرّر يحيى السنوار. حسابات ورجح الخبير العسكري واصف عريقات أن إسرائيل تخشى شن عدوان جديد على غزة نتيجة هواجس عدة، أهمهما الانتصار بعيد المنال، وضعف تأثير أميركا في الشرق الأوسط، وازدياد التوتر بين القوى الكبرى، وانخفاض الدعم الدولي والتغطية على الاعتداءات، وتصعيد المقاومة، وانخفاض المكانة السياسية لإسرائيل مع نشاط بي دي أس، والتوتر في الساحة الداخلية، وتناقض التضامن والشعور بالهدف المشترك، وسيطرة المستوطنين. وأوضح عريقات، أن الاحتلال إذا أقدم على عدوان جديد، فهو بحاجة لإعادة اعتبار عما جرى سابقاً، في الوقت الذي باتت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث مؤخراً عن أن الجندي الصهيوني جندي في النهار ومتورط بأعمال دعارة في الليل. وأكد أن كل الحروب السابقة كانت تجري بحلف ودعم أميركي وجزئي أوروبي، لكن أوروبا غاضبة من إسرائيل وتفرض عليها عزلة وترامب لن يقدم دعماً مطلقاً كما توقّع كثيرون. سوء تقدير وأضاف: «تقديري أن الاحتلال لا يملك حسابات صحيحة عن استعدادات المقاومة في غزة كماً وكيفاً، في وقت جبهة الاحتلال الداخلية في تفكك وخلافات حادة». وأشار إلى أن إسرائيل لم تنجح في الوصول إلى حل لأنفاق المقاومة رغم إنفاقها مليارات الدولارات والوسائل التكنولوجية الأميركية، وفي آخر حرب على غزة سأل احد وزراء نتانياهو، ما هي خطتك للأنفاق، فأجابه «لا توجد خطة»، ما يؤكد ضعفهم المستمر في مواجهتها. وفي حال نشوب أي توتر أو سقوط قذيفة على غرب النقب المحتل، ترد إسرائيل منذ انتهاء عدوانها الأخير بكمية نيران متصاعدة تستهدف بدرجة أولى الأنفاق ونقاط رصد ومراقبة الحدود. حدث تكتيكي من جهته، يرى المختص في الشأن العسكري د.رفيق أبو هاني، أن التصعيد الحالي «حدث تكتيكي» على غرار أحداث كثيرة شهدها القطاع مؤخراً.
مشاركة :