تحتفل «فرقة الرقص المسرحي الحديث» بمرور 25 سنة على تأسيسها بحفلتين لعرضها «مولانا» من تصميم مناضل عنتر وإخراجه، مساء اليوم وغد على المسرح الكبير لدار أوبرا القاهرة. والعرض الذي نال جائزة أفضل تصميم استعراضي من المهرجان القومي للمسرح في دورته السابعة، مستلهم من رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب إبراهيم عيسى. ويضم العرض 13 مشهداً في فصلين مدة كل منهما 45 دقيقة وتصاحبهما موسيقى صوفية من التراث الإسلامي. الفاصل الأول مصمم في شكل فني ليتوازى مع الخط الدرامي لرواية «مولانا» التي تتناول رؤية عصرية للمجتمع، خصوصاً النماذج المرتبطة بالإعلام، وتبرز البعد النفسي العميق والصراع الداخلي للشخصية المستلهمة من الواقع: الشيخ حاتم الشناوي الذي يَعتقد أنه الحارس الأوحد، صاحب المعرفة والحقيقة المطلقة من دون مراعاة لوجهات النظر الأخرى. يعيش بطل العمل في عزلة فكرية تشعره بالأمان على اعتبار أن المجتمع بأسره في حالة تضاد وحرب مع أفكاره ومعتقداته، متصوراً أنه مختلف ومعصوم من تأثير المشاكل والضغوط السياسية. ومن جهة أخرى، يحاول الحفاظ على ما حققه من شهرة وثروة من طريق ترويض الجهل بدلاً من الصدام معه، ولذلك يسعى لإرضاء الجميع بما في ذلك السلطة السياسية الأمنية. أما الفاصل الثاني، وعنوانه «حلم البصَّاصين»، فيعبر عن رؤية البطل الشخصية لجزء من تاريخ مصر بحيث يدور في زمن السلطان الغوري ويجمع بين قصتي الزيني بركات الذي عين ناظراً للحسبة الشريفة ومن ثم يصل إلى منصب عزيز مصر بدهائه ومكره السياسي، وزكريا بن راضي، كبير البصاصين الذي لقب بالشهاب الأعظم وطوَّر المهنة لينقل البصاص من المقام الأدنى إلى مرتبة أعلى. يذكر أن فرقة الرقص الــمسرحي الحديث أسسها عام 1992 اللبناني وليد عوني، وحققت نجاحات كبيرة من خلال تناولها مواضيع متخصصة في الفنون والحضارة المصرية والعربية، وقدمت أكثر من 26 عرضاً، وشاركت في كثير من المهرجانات الدولية في غالبية الدول الأوروبية وأميركا والصين وكوريا والبلاد العربية.
مشاركة :