استقبلت أروقة قلعة صلاح الدين الأيوبي التي شُيدت قبل ألف سنة، حفلات اليوبيل الفضي لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء، الذي انطلقت نسخته الأولى عام 1990 وحتى أصبح المتنفّس الوحيد للشعب المصري من البسطاء. ومنذ ذلك الوقت، استساغ الجمهور بعض الفنون التي ابتعد منها، مثل الغناء الأوبرالي والأوركسترا، وأصبح هذا المهرجان أحد أكبر المهرجانات المصرية من حيث الحضور الجماهيري والفني، ويتهافت عليه أبرز الفنانين المصريين والعرب. ولد المهرجان بفكرة للمايسترو شريف محيي الدين، الذي رأى ضرورة نقل فنون الأوبرا من أوركسترا سيمفونية وباليه وموسيقى عربية وجاز وفرق شبابية، إلى الجمهور المصري الذي لم يتمكن من حضور العروض داخلها، وهذا العام، استقبل مجموعة من الفنانين المصريين والعرب، في حدث استثنائي لمناسبة مرور 25 سنة على إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الذي يقدم للجمهور المصري سلسلة من حفلات الغناء المجانية، وفق ما قالته رئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبدالدايم في بيان جاء فيه، أن «المهرجان يضم خلال نسخته الحالية، 33 حفلة مجانية لمجموعة مميزة من النجوم العازفين والمطربين والفرق الفنية التي تقدم تجارب منفردة». وبدأ المهرجان بحفلة أولى الأربعاء الماضي، على تنتهي الحفلات في 2 أيلول (سبتمبر) المقبل. وشارك في افتتاح المهرجان وزير الثقافة المصري الصحافي حلمي النمنم، ووزير الآثار المصري خالد عناني، ورئيسة دار الأوبرا إيناس عبدالدايم، ورئيس البيت الفني للمسرح ومدير المهرجان رضا الوكيل. ومن المقرر أن يكرّم خلال المهرجان، 5 أشخاص ساهموا في إثراء الساحة الفنية المصرية، كما شاركوا في إنجاح الدورات المتتالية للمهرجان، وهم: رئيس دار الأوبرا السابق المايسترو مصطفى ناجي، ومؤسس مهرجان القلعة المايسترو شريف محيي الدين، وعازف الترومبون في أوركسترا القاهرة السيمفونية طارق الشامي، وسوليست الكمان في فرقة «عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية» محمد إبراهيم نصر، ومعد دورات المهرجان لأكثر من 15 سنة فوزي عبدالله، وذلك بتسليمهم شهادات تقدير ودروعاً تكريمية. وختم البيان بالتأكيد أن التاريخ والفن «يجتمعان في القاهرة، قلب مصر، التي ستظل رمزاً ومنبراً وعاصمة للثقافة والفنون بحضارتها وتاريخها العريق».