الموصل (العراق) - شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مضادا على القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة في غرب الموصل، مستغلا أحوالا جوية سيئة مع احتدام معركة السيطرة على آخر معقل حضري للتنظيم في العراق. ودوت الانفجارات وأصوات الرصاص في الأحياء الجنوبية الغربية من المدينة في الساعات الأولى من صباح الخميس. وهدأ القتال عند الضحى، لكن تلته لاحقا غارة جوية على مواقع المتطرفين ورد التنظيم بإطلاق قذائف مورتر. وقال ضابط عراقي كبير إن التنظيم شن هجومه على وحدات جهاز مكافحة الإرهاب عندما تسببت العاصفة في إعاقة نظام المراقبة الجوية والرؤية. وقال إن بعض مقاتلي الدولة الإسلامية تخفوا وسط أناس نزحوا بسبب القتال للاقتراب من الجنود الذين تدربهم الولايات المتحدة. وكان الجيش العراقي سيطر على شرق الموصل في يناير/كانون الثاني بعد 100 يوم من القتال وشن يوم 19 فبراير/شباط هجومه على الأحياء الواقعة في غرب نهر دجلة. وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل تقضي على الجناح العراقي للخلافة التي أعلنها زعيمه التنظيم أبوبكر البغدادي من الجامع النوري الكبير في الموصل عام 2014. وأبلغ سكان عن مقتل مدنيين في ضربة جوية الأربعاء على مسجد يدره التنظيم مما يسلط الضوء على المخاطر التي تحيط بمئات الآلاف من السكان في ظل تكثيف الحملة التي يشنها التحالف. وقال سكان إن الانفجار تسبب في انهيار وتضرر عدد من المنازل المجاورة لمسجد عمر الأسود. وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ليس لديه علم بشن غارة جوية على المسجد. وعندما سيطرت الدولة الإسلامية على الموصل في 2014 أمرت أفراد الشرطة والجيش العراقي الذين ظلوا في المدينة بالذهاب إلى نفس المسجد. وكان عليهم تسليم أسلحتهم والتسجيل في قاعدة بيانات التنظيم المتشدد مقابل تصريح مرور يحول دون اعتقالهم وإعدامهم عند نقاط تفتيش أقامها المتشددون. طوابير من أجل الطعام ويعتقد الجيش العراقي أن آلافا من المتشددين ومنهم من جاء من دول غربية يختبئون في الموصل بين المدنيين الباقين فيها الذين قدرت منظمات الإغاثة أعدادهم في بداية الحملة بما يصل إلى 750 ألف شخص. ويلجأ المتشددون إلى تفجير السيارات والقناصة والعبوات الناسفة لمواجهة الهجوم الذي يشنه 100 ألف عسكري من الجيش العراقي وقوات البشمركة وفصائل شيعية موالية لإيران ودربتهم طهران. ونزح أكثر من 28 ألف مدني من ديارهم في غرب الموصل منذ 19 فبراير/شباط بينما يصل العدد الإجمالي للنازحين منذ انطلاق الحملة في أكتوبر/تشرين الأول 2016 إلى أكثر من 176 ألف شخص وفقا لأرقام الأمم المتحدة. ونزح أكثر من ألف شخص من جنوب الموصل الخميس أغلبهم سيرا على الأقدام. وقال البعض إن التنظيم أطلق عليهم النار خلال اجتيازهم أحد الخنادق الدفاعية. وحمل ستة رجال رجلا مصابا يمسك بعصا بينما جر آخرون عربة جلست عليها امرأة مسنة. ووصلت عربة همفي إلى المكان وهي تقل أسرة أصيب أفرادها في هجوم بالمورتر إلى عيادة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب. واشتكى الكثير من الفارين من الجوع. ووقف صبي يدعى علي وهو يحمل شقيقته الرضيعة في صف للحصول على غذاء. وقال علي إنهم حاولوا الفرار الأربعاء لكنهم تراجعوا بعدما تعرضوا لنيران التنظيم. وعاودوا الكرة الخميس وكللت بالنجاح. وينقل الجيش العراقي النساء والأطفال إلى مخيمات ويخضع الرجال إلى فحوص للتأكد من عدم انتمائهم للتنظيم. واحتشدت مئات من النساء والأطفال في محطة حافلات مهجورة تحت المطر للحصول على حصص غذاء من الجيش ومنظمة خيرية محلية. وأطلق أحد ضباط جهاز مكافحة الإرهاب رصاصة في الهواء من مسدسه لتنظيم الصفوف.
مشاركة :