في خطوة تثير الاستغراب، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، المدعومة أميركياً وروسياً، تسليم مواقع على خطوط التماس في منبج التي تفصل بينها وبين الجيش التركي وفصائل "درع الفرات"، إلى قوات حرس الحدود التابعة للرئيس السوري بشار الأسد. واستفزت هذه الخطوة، التي تزامنت مع تمكن "درع الفرات" من التقدم من الجهة الجنوبية الغربية لمنبج وسيطرتها على عدة قرى، أنقرة فدفعت وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إلى التهديد بضرب "قسد" ومجلسها العسكري، ذي الغالبية الكردية. وبررت "قسد" موقفها، في بيان، أوضحت فيه أن هدفها منع القوات التركية من فرض سيطرتها على المزيد من الأراضي السورية، والحفاظ على أمن وسلامة مدينة منبج وريفها، إضافة إلى تجنيب المدنيين ويلات الحرب والدماء وما تحمله من مآس. وفي تطور ميداني جديد سبق نهاية المرحلة الأولى من الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف بلا اتفاق حتى الآن على جدول أعمال واضح المعالم، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، استعادة نظام الأسد مدينة تدمر الأثرية تماماً من أيدي تنظيم داعش، موضحاً أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باستكمال العملية بإسناد من القوات الروسية. في الأثناء، تسببت خيانة لواء مقاتل ينشط في حي برزة، في نجاة دمشق من عملية عسكرية كبيرة حضرت لها فصائل إسلامية أبرزها "هيئة تحرير الشام" وحركة أحرار الشام و"جيش الإسلام"، وحشدت لها آلاف المقاتلين على تخوم العاصمة، وحددت هذا الحي نقطة انطلاق. ووفق معلومات نقلها المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عدة مصادر موثوقة، فإن اللواء، الذي دخل في "مصالحة" مع النظام بـ2014، علم بموعد ساعة الصفر المحددة سلفاً بيوم أمس، واستنفر عناصره، الذين أبدى قسم منهم تأييده للعملية، ونشر قناصته على أسطح المباني لرصد كل الشوارع والمحاور الرئيسية في الحي، بعد أن أبلغ قوات النظام بتفاصيل الهجوم الكبير نحو العاصمة، انطلاقاً من برزة، لتبدأ باستنفار حواجزها في محيط الحي.
مشاركة :