«الباب» بين ماض مؤلم وأمل بمستقبل أفضل

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ريف حلب ـ ماجد عبدالنور | «انتهى الكابوس المخيف، لا أصدق حتى اللحظة أني خرجت مع من تبقى من عائلتي سالماً، كانت أياما أشبه بالجحيم، لا أدري كيف مرت تلك اللحظات، كنت أرى الموت حولي، ولم أتخيل يوما أن يحبسنا جلاد تحت رحمة الطائرات، لنكون درعاً له، لقد ذهب من مدينتنا الآن، ولكنه ترك خلفه رائحة الدماء وأشلاء ابنتيّ وزوجة ابني..». هذه مقتطفات من قصة أبو عامر (59 عاماً)، مواطن من مدينة الباب، كتبت له النجاة بين ثنايا الموت، التي أحاطت بمدينة الباب نتيجة المعارك الأخيرة التي شهدتها المدينة. وصل أبو عامر إلى مدينة إعزاز مؤخراً بعد سيطرة الجيش الحر إثر معارك دموية مع «داعش». يضيف أبو عامر: «قضينا الأيام الأخيرة في الباب بين الأقبية والأنفاق هرباً من القصف، أغلقت جميع المحال التجارية وأفران الخبز، وانقطعت المدينة عن العالم، وفقدت كل مقومات الحياة، وغدا كل من الجوع والرعب سيد الموقف». بدوره، أكد عمر مرعي (٤٠ عاماً)، وعاصر التنظيم طيلة فترة حكمه لمدينة الباب، لـ القبس: إن الحياة في ظل حكم التنظيم كانت مأساوية ومخيفة، تحكمها قبضة أمنية بلحى مجرمة، تسمى «الحسبة»، وهي جهاز أمني أنشأه التنظيم أشبه ما يكون بفرع المخابرات الجوية عند نظام الأسد، لشدة إجرامه وفنون القتل والتعذيب. وأشار مرعي إلى أن التنظيم أدار المدينة بطريقة الترهيب الفظيع والقبضة الأمنية المشددة، وفرض المخالفات والضرائب على هواه، وتسلط على أرزاق الناس تحت تهديد السجن أو الذبح. وأشار مرعي إلى اتباع التنظيم سياسة الإكراه في كل تعاملاته مع الناس، والتعالي عليهم، ونشر المخبرين في كل منزل، فكثرت المظالم وامتلأت السجون، وقتل الكثير من الأبرياء بسبب الوشايات الكاذبة، حتى بات الشخص لا يأمن أن يبيت ليلته وقد بقي على قيد الحياة. من جانب آخر، أكد ماجد عثمان، ابن مدينة الباب وصحافي مرافق لعمليات درع الفرات، لـ القبس، أنه وبعد تحرير المدينة وطرد «داعش» منها سمح الجيش الحر لبعض العائلات بالعودة، ويقدر عددها بمئة عائلة، ويتم التجهيز بشكل كبير من كل الفعاليات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني للبدء بعملية تأهيل المدينة. ولفت عثمان إلى قيام الأهالي بتشكيل المجلس المحلي، الذي سيبدأ بممارسة عمله، وتجري التحضيرات لإقامة مخفر للشرطة، وإعادة تأهيل مستوصف ومشفى المدينة، ورفد كل منها بالكوادر اللازمة. وأشار عثمان إلى قيام فرق الطوارئ برفع الأنقاض، وإزالة السواتر الترابية والإسمنتية، التي أقامها التنظيم، وفتح الطرقات الرئيسية والفرعية بمشاركة فرق الهندسة، التي تقوم بنزع الألغام المنتشرة بكثافة وتفكيكها وإبطال مفعولها لتأمين سلامة المدنيين في المدينة.

مشاركة :