بعيداً عن المواقف «الشعبوية» الرامية إلى تسجيل النقاط فقط، لا يكثر الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (KIPIC)، هاشم هاشم، من المقابلات والتصريحات لمجرد التصريحات وصفّ الكلام فقط.يستعين الرجل على «قضاء حوائجه بالكتمان»، ولكن ما إن يقرر الخروج إلى العلن، يبادر إلى الاستعانة بـ «بسلة الأرقام» الدقيقة، والتفاصيل والدراسات المعمّقة الخاصة بكل مشروع وملف على حدة.يستمد هاشم ثقته الكبيرة بنفسه وبالقطاع النفطي ككل من الانسجام التام بين أعضاء الفريق الواحد، بدءاً من الوزير عصام المرزوق، والقيادة التنفيذية، مروراً بمسؤولي «الصف الأول»، وليس انتهاء بكوادر الصف الثاني.في مقابلة مع «الراي» يكشف هاشم أن إجمالي ما تم صرفه على مصفاة الزور حتى نهاية شهر ديسمبر الماضي بلغ نحو 800 مليون دينار.وفي حين توقّع أن يصل إجمالي مصروفات الشركة حتى نهاية السنة المالية الحالية إلى 950 مليون دينار، أوضح أن «الفترة الأولى من العام الماضي شهدت أعمالا مكثفة للانتهاء من عمليات استصلاح الأراضي، وتسلم الموقع الذي سيقام عليه المشروع، وجار الآن تنفيذ أعمال الهندسة التفصيلية وطلب توريد المعدات التي تتطلب فترات زمنية طويلة لإنتاجها (Long Lead Equipment).وبالنسبة لخطط التوظيف، أكد هاشم أنه وفقاً لخطة التوظيف، وخطة نقل الموظفين من القطاع النفطي، فمن المتوقع أن يصل حجم العمالة في 2018 نحو ألف موظف، بمن فيهم موظفو الإدارة ومشغلو المصفاة، على أن نصل إلى أكثر من 2000 موظف بحلول العام 2022، لتشمل موظفي عمليات تشغيل مجمع البتروكيماويات، ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، ومصفاة الزور.وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه الشركة «الوليدة» العملاقة، أكد هاشم أن التحديات لا تنتهي، فلكل مرحلة معوقاتها، قائلاً «نعمل على تذليل كافة الصعوبات بالتواصل المستمر مع كافة المتخصصين والمسؤولين على كافة المستويات».وفي ما يلي نص المقابلة:• كم يبلغ رأسمال الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (البترولية المتكاملة)؟- تأسست الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (البترولية المتكاملة) في 18 أكتوبر 2016، برأسمال مصرح به قدره 1.8 مليار دينار.• ما فكرة إنشاء هذا الكيان الضخم في الوقت الذي تسعى فيه الشركات العالمية لهيكلة قطاعاتها المختلفة؟- فكرة تأسيس «البترولية المتكاملة» جاءت لغرض إدارة وتشغيل مجمع التكرير والبتروكيماويات في الزور، والذي يشتمل على مصفاة الزور، ومصنعي الأوليفينات الثالث، والعطريات الثاني، بالإضافة إلى المرافق الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال.• ما الأهداف الاستراتيجية لـ «البترولية المتكاملة»؟- من أهم الأهداف الاستراتيجية التي نسعى لتحقيقها في «البترولية المتكاملة»، تعظيم القيمة المضافة للشركة من خلال تحسين التكامل في إدارة وتشغيل مرافق الشركة لتكرير النفط، واستيراد الغاز الطبيعي المسال وصناعة البتروكيماويات، وتحقيق التميز التشغيلي في الكفاءة والاعتمادية والصحة والسلامة وحماية البيئة.وكذلك تطوير قدرات القوى العاملة في الشركة، لتصبح على درجة عالمية، وذات خبرة في التشغيل المتكامل لمرافق الشركة، وتصنيع المنتجات المكررة للأسواق المحلية والدولية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص في الكويت في مجال الصناعة النفطية التحويلية، والمساهمة في تنويع مصادر الدخل لـ «مؤسسة البترول».• ما آخر تطورات مشروع مصفاة الزور؟ وكم بلغت المصروفات الفترة الماضية؟ وما المستهدف بنهاية العام؟- شهدت الفترة الأولى من العام الماضي أعمالاً مكثفة للانتهاء من عمليات استصلاح الأراضي، وتسلم الموقع الذي سيقام عليه مشروع مصفاة الزور، وجار الآن تنفيذ أعمال الهندسة التفصيلية، وطلب توريد المعدات التي تتطلب فترات زمنية طويلة لإنتاجها (Long Lead Equipment).وقد بلغ ما تم صرفه على المشروع حتى نهاية ديسمبر 2016، نحو 800 مليون دينار، في حين المتوقع صرفه حتى نهاية السنة المالية الحالية قد يصل إلى 950 مليون دينار.• بدأتم الفترة الماضية في تسكين العديد من الهياكل الوظيفية، إلى أين وصلتم في هذا الخصوص؟ ومتى تتوقّعون الوصول إلى العدد المقدّر من حجم العمالة في المشروع؟- لقد عملنا مع شركة استشارية عالمية في رسم الهيكل التنظيمي المناسب، آخذين بالاعتبار المعايير العالمية ليخدم الاحتياجات الفورية للشركة، وبحيث يكون هذا الهيكل مرنا، وقابلا للتطوير لتلبية النمو في عمليات الشركة وتوسعها في المستقبل.وقد بدأت رحلة التوظيف منذ وقت قريب جداً، حيث تمكنا خلال شهر ديسمبر من العام الماضي بملء المناصب الإدارية التنفيذية في الشركة (بمستوى وظيفة مدير)، ثم بدأنا بحملة توظيف جيدة بمساعدة من الشركات الزميلة في القطاع النفطي من أجل توظيف الخبرات الفنية والإدارية المطلوبة لبناء نواة القوى العاملة.ووفقاً لخطة التوظيف لدينا، فإننا نتوقع أن يصل حجم العمالة في سنة 2018، ما يقارب الـ 1000 موظف، ويشمل هذا العدد موظفي الإدارة ومشغلي المصفاة.• ما العدد المقدر لتشغيل العمالة الكويتية في مشروع المصفاة والبتروكيماويات؟ وكم وظيفة جديدة تضيفها مصفاة الزور؟ وهل سيكون هناك أعداد وظائف أكبر مع تطورات المشروع؟- وفقاً لخطة التوظيف، وتماشياً مع استكمال مشاريع الشركة، نتوقّع أن يصل مجموع القوى العاملة إلى أكثر من 2000 موظف بحلول 2022، لتشمل موظفي عمليات تشغيل مجمع البتروكيماويات ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال ومصفاة الزور.وتجدر الإشارة هنا إلى أن من أهم أهدافنا الاستراتيجية، تطوير قدرات القوى العاملة الكويتية لدينا في تشغيل الأصول المتكاملة لتصل إلى المستويات العالمية، وبالتالي فإننا نهدف إلى وجود مزيج مناسب من القوى العاملة الكويتية، جنباً إلى جنب مع الخبرات الدولية.• ما خططكم الاستراتيجية في ما يخص عمليات التكامل مع البتروكيماويات؟- نحن في إدارة «البترولية المتكاملة» ننظر لموضوع التكامل بين مصفاة الزور، ومجمع البتروكيماويات ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، نظرة دقيقة جداً، وذلك لأهمية وجود التكامل لنجاح مشاريع الشركة.• كيف يمكن الاستفادة من عمليات التكامل؟- يقوم جهازنا الفني ببحث كل السبل المتاحة والممكنة لتحقيق الاستفادة القصوى من عمليات التكامل، وهناك فرص كثيرة منها التكامل في استخدام المرافق، بما فيها مرافق التصدير، عمليات التشغيل والصيانة، استخدام المستودعات، والعمليات المساندة.• ما التوجهات الاستراتيجية للخصخصة؟ وهل سيكون هناك شريك عالمي؟- أود أن أشير في هذا الموضوع، الى أن سياستنا تعتمد على تنفيذ توجيهات «مؤسسة البترول»، ومن هذا المنطلق ندرس حالياً موضوع الخصخصة لمجمع البتروكيماويات من كافة الجوانب، وذلك لوضع تصور شامل لأفضل سيناريو، وذلك لضمان نجاح المشروع. أما بالنسبة لمصفاة الزور والمرافق الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، فستظل ملكيتهما كاملة للشركة.• إلى أين وصلتم في مجمع البتروكيماويات؟ ومتى يمكن أن يبدأ التكامل وفقاً للتوجهات الاستراتيجية لـ «المؤسسة»؟- يسرني جداً أن أعلن أنه تم الانتهاء من ترسية عقد مستشار المشروع (PMC) بنهاية شهر يناير الماضي، ويعتبر هذا الإنجاز بداية مهمة لانطلاقة مشروع مجمع البتروكيماويات، إذ سيكون دور مستشار المشروع إعداد الدراسات الهندسية الأولية لمجمع البتروكيماويات (FEED)، وكذلك مساعدة الشركة في اختيار مرخصي التكنولوجيا (Process Licensors)، إضافة إلى ذلك دراسة فرص التكامل بين مصفاة الزور ومجمع البتروكيماويات، ومرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال وفقاً للتوجهات الاستراتيجية لـ «مؤسسة البترول».• إلى أين وصلتم في مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال؟- بالنسبة لمشروع إنشاء المرافق الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، فقد تم توقيع عقد هذا المشروع الحيوي في شهر مايو 2016 من قبل شركة البترول الوطنية، ومن أهم الأعمال التي يجري تنفيذها حالياً، الدراسات الهندسية التفصيلية، وطلب توريد المعدات التي تتطلب فترات زمنية طويلة لتصنيعها(Long Lead Equipment)، إضافة إلى ذلك تم البدء أخيراً في الإعداد لعملية دفن الجزء البحري، والذي سيتم إنشاء المرافق عليه. وقد تجاوزت نسبة الإنجاز في هذا المشروع 9 في المئة حتى نهاية يناير الماضي.• في ظل توفير مصفاة الزور متطلبات وزارة الكهرباء والماء من زيت الوقود. ما أهمية مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال؟- كما تعلمون، فإن استراتيجية التشغيل التابعة لوزارة الكهرباء والماء لا تعتمد على مصدر واحد من الوقود المستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء، بل لديها أنواع مختلفة من المولدات التي يعمل بعضها على زيت الوقود والآخر يعمل باستخدام الغاز، ومن هنا تأتي أهمية توفير الغاز الطبيعي، وهي لتغذية مولدات الكهرباء التي تعمل باستخدام الغاز. وبالإضافة إلى ذلك فإنه توجد هناك استخدامات أخرى للغاز الطبيعي في عمليات التكرير والبتروكيماويات وذلك يعزز الحاجة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال.إضاءات أبرز التحدياترأى هاشم أن التحديات التي تواجه الشركة الكويتية للصناعات البترولية لا تنتهي، فعلى سبيل المثال هناك:1 - الاستعداد للانطلاقة الفعلية للشركة (Go - Live) والمقررة في أبريل 2017، حيث يكمن التحدي خلال هذه المرحلة في إكمال الإجراءات اللازمة للانطلاقة، ومن أهمها ملء الشواغر الحيوية، وكذلك التأكد من جهوزية الأنظمة الإدارية والمالية ونقل المشاريع الرأسمالية بشكل متكامل ومنتظم.2 - إنهاء إجراءات تخصيص الأرض اللازمة لإنشاء مجمع البتروكيماويات في الزور، والتي نقوم حالياً وبالتعاون مع المجلس البلدي للحصول عليها.3 - الحصول على دعم الجهات الحكومية للشركة من خلال لجنة وزارية ذات مستوى عال، وذلك لتسهيل تنفيذ مشاريع الشركة.4 - توفير الطاقة الكهربائية والماء اللازمة لتغذية احتياجات مشاريع الشركة من الماء والكهرباء.5 - الحصول على مصادر أخرى مناسبة لتمويل مشاريع الشركة من خلال اللجوء للبنوك المحلية والعالمية.6 - مشاركة القطاع الخاص والاتفاق على نموذج اشراك القطاع الخاص والشريك الأجنبي في مشروع البتروكيماويات.7 - إيجاد فرص استثمارية مناسبة للصناعات اللاحقة لمشروع البتروكيماويات بهدف تنشيط الاقتصاد المحلي، وإيجاد العمالة الفنية المتخصصة.بدائل موقتة لتأخر خطوط الأنابيب المغذية للمصفاةأوضح هاشم أنه مع تأخر إنجاز مشروع خطوط الأنابيب المغذية لمصفاة الزور بالنفط الخام (اللقيم)، والتي كان المفترض إنجازها مع المراحل النهائية لاستكمال تنفيذ المصفاة، تم عمل دراسة لإيجاد بدائل موقتة لتغذية مصفاة الزور باللقيم، بحيث يكون البديل الموقت جاهزاً قبل انتهاء مشروع إنشاء المصفاة.مستشار عالمي لتمويل مرافق الغاز الثابتةكشف هاشم، أنه تم توقيع عقد مع مستشار عالمي «ياباني» لبدء التحضير لعملية تمويل مشروع مرافق الغاز الثابتة بعد عمل مناقصه لهذا العقد والبالغ إجمالي قيمته 2.932 مليار دولار.وقال هاشم إن العمل جار مع المستشار العالمي (Sumitomo Mitsui Banking Corporation) (SMBC) للتجهيز لطرح مناقصة التمويل لمرافق استيراد الغاز، متوقعاً الانتهاء وطرح المناقصة بنهاية السنة الحالية أو بداية العام المقبل.يذكر أن هناك قراراً سابقاً يقضي بأن يكون تمويل المشاريع ذات المردود الاقتصادي، بنسبة 30 في المئة ذاتياً، و70 في المئة خارجياً، أي نحو ملياري دولار.