يدرك المراقبون لمنظومة الحج أن هناك متلازمتين لا يمكن الفصل بينهما مطلقا فكلتاهما مكملة للأخرى بل هما كما يقال وجهان لعملة واحدة، فالعلاقة التكاملية بين البحث العلمي وعجلة التطوير طردية تستوجب أن يكمل كل منهما الآخر، لأن البحث العلمي ركيزة أساسية لأي عمل يحمل سمة التطوير المتجدد، ومن هذا المنطلق كان ميلاد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة لهدف استراتيجي هو تطوير منظومة العمل في الحج في كافة المجالات وهذا ما أدركته حكومة المملكة منذ أربعة عقود طافت.. لتتجدد هذا الرؤية في هذا المساء، حين يحل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز راعيا لحفل إطلاق ملتقى أبحاث الحج السنوي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في رسالة واضحة أن خدمة ضيوف الرحمن ومنظومة الحج وتطويرها على هرم أولويات قيادتنا الرشيدة وأبرز ملفات التطوير الذي يشغلها. وإذا ما أدركنا أن البحث العلمي المقرون بالدراسات الميدانية أداة ناجعة لرسم خارطة طريق التطوير في العمل حيث يمكن للباحثين مساعدة صناع القرار في اتخاذ الخطوات السليمة للتطوير من خلال التوصيات التي يخرج بها البحث بعيدا عن الارتجالية فكل عمل اقترن بالبحث يكون نتاجه التوفيق والسداد لا نستغرب أن نجد قيادتنا الرشيدة وضعت قضايا الحج في هرم الأولويات من خلال دعمها الدائم لكافة المجالات المعنية بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في حرص يعكس مدلولات مهمة وتبقى الكرة في ملعب وزارة المليار مسلم.. وزارة الحج.. التي منها ومن خلالها تكون هذه الشعيرة فرصة سانحة لنا لنعكس مدى تطور بلاد الحرمين، فالواجب أن تستغل الوزارة مثل هذا الملتقى المبارك الذي يضم نخبة من الباحثين المختصين في تمحيص برامجها وخططها لتطوير الأداء ومواكبة خط سير النماء في أرض الحرمين.. لا بد أن يكون لدى وزارة الحج رؤية حول كيفية عقد شراكة ذات جدوى مع الباحثين وأهل العقول الذي يقدمون لها الرأي والمشورة لتطوير المنظومة لا أن تمر مثل هذه الملتقيات وفق نمطية تقليدية تنتهي بتوزيع شهادات حضور وشكر دون ترجمت ما تمخض عنه من عصارة فكر لواقع يسهم فعلا في تذليل عقبات ميدانية تواجه قطاع الحج والأجهزة الحكومية والأهلية المعنية به.
مشاركة :