«قضية سحب الجناسي في طريق الحل»... هكذا كان عنوان الخطاب النيابي في مجلس الأمة أمس بعد لقاءات نيابية مع سمو الأمير، وتصريح متفائل أدلى به رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، لكن الملف بدا على اتساع ليشمل الماضي والحاضر بعد اثارة نواب ملفات المسحوبة جناسيهم منذ صدور قانون الجنسية في العام 1959.وفيما دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى التفاؤل بتحقيق «انفراجات في وقت قريب جدا»، مؤكداً «ان الجهود الخيرة يبارك فيها الرحمن»، اعلن النائب مبارك الحجرف في تصريح لـ «الراي» أنه ومجموعة من النواب سيلتقون سمو الأمير اليوم.وكان الرئيس الغانم، قال في تصريح مقتضب قبيل خروجه من مجلس الأمة، إن «هناك العديد من التحركات الجماعية للعديد من النواب»، معرباً عن تفاؤله بتحقيق نتائج لهذه التحركات لتصل إلى انفراجات بالحوار والتفاهم.وأكد الغانم أن «الأزمات والمشاكل لا تحل بالتصعيد والتهديد بل بالحوار والتفاهم»، مجدداً دعوته إلى النواب بالتفاؤل.وأيد رئيس اللجنة التشريعية النائب محمد الدلال أهمية التهدئة، مشدداً على أن «ارجاع الجناسي لن يعالج بالتلويح بالاستجواب» الذي يساهم في التأزيم، خصوصاً أن هناك ادواراً برلمانية تبذل مع رئيس المجلس ورئيس الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح ويجب ان تعطى فرصة أكبر في الايام القادمة.من جانب آخر، توقع النائب الدلال ترحيل قانون الجنسية المدرج على جدول أعمال جلسة غد إلى الجلسة المقبلة لتزاحم القوانين والبنود ولوجود قوانين جدلية مثل قانون الشرطة.وأمس ظهراً أعلن، النائب سعدون حماد في تصريح لـ«الراي» أنه التقى سمو الأمير بمعية النواب ماجد المطيري وصلاح خورشيد وأحمد الفضل، لافتاً إلى تقديمهم «مبادرة بأن يشمل سموه بعطفه الأبوي اصحاب الجناسي المسحوبة من جميع الفئات».وتابع «لمسنا من سموه بوادر ايجابية بقبول مبادرتنا الساعية لحل هذا الملف، وهذا ليس بغريب على أمير الإنسانية... فشكراً لك يا سمو الامير».اما النائب أحمد الفضل، فقال في تصريح لـ «الراي»إن «النواب فاتحوا سمو الأمير بإيجاد معالجة لأوضاع الأسر التي سحبت جنسياتهم من دون ربطها بتاريخ زمني محدد، وذلك منذ تاريخ العمل بقانون الجنسية».وأوضح الفضل، أن «سمو الأمير حث النواب كما ورد في الخطاب السامي في افتتاح مجلس الأمة على التهدئة والتعاون من أجل الإنجاز وتحقيق المصلحة العامة والبعد عن التشنج والتصعيد».من جهة أخرى، نفى الفضل في تصريح صحافي أمس رداً على سؤال بأنه نائب «منسجم مع الحكومة» وقال: «انا لست صاحباً للحكومة ومو صاحي من يصاحب هذه الحكومة التي تبيع أصحابها كما باعت وزير الاعلام السابق».وفي السياق ذاته، شدد النائب خالد الشطي في حال صدور قرارات باعادة الجناسي على ضرورة أن «تشمل كل من سحبت جناسيهم، وألا تقتصر على جناح الحراك، فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً».وقال الشطي ان اعادة الجناسي يجب ان تشمل الجميع والا تقتصر على أسماء معينة، مطالباً باعادة الجنسية «للمواطنين الشيعة الذين سحبت جنسياتهم في الثمانينيات».وكان النائب مبارك الحجرف قال لـ«الراي» إنه ومجموعة من النواب سيلتقون «والد الجميع صاحب السمو أمير البلاد في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم».وأضاف:«صاحب السمو كما عودنا بابه دائماً مفتوح ولا نستغني عن توجيهاته وقد طلبنا لقاءه يوم غد (اليوم) لنستمع له وننقل له تصورنا لمعالجة بعض الملفات العالقة مع السلطة التنفيذية».وأكد الحجرف «أن هناك مساعي حثيثة لحل جميع القضايا وأملنا كبير في حكمة وحنكة سموالأمير وايضاً لا ننسى جهود الاخ رئيس مجلس الأمة».وتابع «لا نريد التصريحات الاستفزازية، وانما نعتمد على طيبة سمو الأمير وطيبة قلبه، فقضية الجناسي لا تتحمل المزايدة، واتمنى من النواب النأي بأنفسهم عن هذه التصريحات التي نرفضها».وعلى الصعيد ذاته، أبدت مصادر برلمانية لـ«الراي» تفاؤلها في امكانية حلحلة احدى القضايا العالقة، مشيرة إلى ان «هناك بوادر انفراج تلوح في الأفق مقابل تقديم ضمانات بالجنوح للتهدئة وعدم التصعيد واثارة التوتر بين السلطتين».وألمحت المصادر، إلى «إمكانية انفراج ملف الجناسي المسحوبة في مقابل التنازل عن قوانين الجنسية وتعديل القوانين الانتخابية، وتحقيق التهدئة من خلال البعد عن مساءلة سمو رئيس مجلس الوزراء على خلفية هذه القوانين».ولم تحسم المصادر ما ستؤول إليه الأمور خاصة «وانها ستكون رهن الأيام المقبلة وما سيتمخض عن جلسة يوم غد والتي سيكون لها ما بعدها... إما لجهة التهدئة أو التوتر».
مشاركة :