الرقة (أ ف ب) أعرب المزارعون السوريون المقيمون على ضفاف نهر الفرات عن خشيتهم من أن يقدم تنظيم «داعش» على تفجير سد «الطبقة» دفاعا عن معقله الأبرز في سوريا، في سيناريو كارثي من شأنه أن يهدد مئات القرى والمزارع بالغرق. وارتفعت منذ مطلع العام وفق الأمم المتحدة مستويات المياه في نهر الفرات بالقرب من مدينة الرقة التي يخترق النهر شمالها ثم شرقها وصولا الى العراق. ويتخوف سكان القرى والبلدات الواقعة غرب مدينة الرقة من أن يعمد التنظيم الإرهابي إلى تفجير سد «الطبقة» الذي يحتجز المياه على بعد 40 كيلومترا من مدينة الرقة، في محاولة لعرقلة تقدم خصومهم. وقال المزارعون «إذا نفذ التنظيم تهديده بتفجير أو إغلاق بوابات سد الفرات، فإن كامل المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات مهددة بالغرق عن بكرة أبيها». ويقع سد «الطبقة» على بعد 500 متر من مدينة الطبقة التي تعد معقلا للتنظيم ومقرا لأبرز قياداته. وناشد الأهالي «الأمم المتحدة والعالم للتدخل حفاظا على السد ومنع انهياره، باعتباره شريان الحياة للمنطقة بالكامل». وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سوريا بشكل رئيس على مياه نهر الفرات لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. وأفاد سكان قرية بير حسن الصغيرة، أن «داعش قد لا يغامر بتفجير سد الفرات لأنه سيغرق مناطق سيطرته أيضاً، لكنه قد يلجأ إلى فتح بوابات السد لتغطية عمليات انسحابه، في حال فقدانه القدرة على المقاومة في المنطقة». وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الشهر الماضي أن مستوى المياه في نهر الفرات ارتفع إلى علو 10 أمتار منذ شهر يناير، ويعود هذا الارتفاع «جزئياً إلى الأمطار الغزيرة والثلوج» وكذلك إلى غارات للتحالف الدولي قرب مدخل السد. وحذرت من أن من شأن أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بسد الطبقة، قد «يؤدي ألى فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الرقة وصولا إلى دير الزور». وأوضح مصدر رسمي سوري يعمل في إدارة السد أنه «إذا طالت معركة سد الفرات، سيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة جدا على جسم السد وعمله». وحذر المصدر من أن «طول فترة المعارك قد يؤدي إلى إجبار الفنيين العاملين داخله على الفرار هربا من الموت، وهو خطر إضافي، لأن السد لا يمكن أن يترك من دون إدارة وتحكم فني».
مشاركة :