تؤمن «إكسبرس موني» بقدرة التكنولوجيا المالية على إحداث تغييرات في قطاع الخدمات المالية في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2020، مقارنةً بالوضع الحالي الذي لا تزال التكنولوجيا المالية فيه في مرحلة أولية في المنطقة، إذ يحد من انتشارها مسائل عدّة مثل ضعف ثقة المستهلك وعدم قدرة التقنيات الحالية على التوسع بشكل كافٍ، إلى جانب مسائل الامتثال التنظيمي. وتظهر دراسة أجرتها أخيراً «إكسبرس موني» أن تطور التكنولوجيا المالية في منطقة الخليج العربي محكوم بعاملين أساسيين، وهما عمل المؤسسات التقليدية الكبرى على إنشاء قنوات رقمية تهدف لمنع انقطاع الخدمات، وتوجه الشركات الناشئة إلى تقديم خدمات إلكترونية ورقميّة وعبر الهواتف المتحركة في مجالات التحويلات المالية والتأمين والاستشارات الاستثمارية والتداول عبر الإنترنت. كما تواجه التكنولوجيا المالية تحديات لا بد من التغلب عليها. ففي بعض الأحيان، تعاني المؤسسات الأكبر من مسائل كالاستجابة السريعة وتبني ثقافة تقوم على إيلاء الأولوية للحلول الرقمية، والتي تمثل حجر الأساس لإطلاق العنان للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية. ومن ناحية أخرى، تواجه الشركات الأصغر تحديات تتعلق بالموارد والحجم والقدرة على توسيع الخدمات، وهي جميعاً عوامل أساسية تحكم قدرة هذه الشركات على المنافسة المجدية. وتفتقد الشركات الناشئة أيضاً الشبكات والعلاقات التنظيمية المطلوبة للحصول على التراخيص اللازمة. وقال رئيس العمليات لدى اكسبرس موني سوديش غيريان: «بدلاً من انتظار أن تنجح التكنولوجيا المالية في إحداث تغييرات جذرية في هذا القطاع، بدأت العديد من المؤسسات الكبرى التقليدية، مثل البنوك، في عملية تحول رقمي للمساعدة في تقديم خدمات أفضل وأسرع من خلال قنوات متعددة، بما يشمل الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي نهاية المطاف، ستتجه علامات تحويل الأموال ودور الصرافة للقيام بالأمر ذاته». ويعتبر غيريان أن ثقة المستهلك هي مسألة رئيسة بالنسبة لشركات التكنولوجيا المالية الناشئة. ويشرح هذه المسألة قائلاً: «بالنظر إلى ردود فعل المستهلكين، هناك دائماً من نطلق عليهم اسم «المستكشفين»، الذين يسارعون لتبني التطبيقات والأدوات الجديدة، إلا أننا وجدنا أن غالبية المستخدمين يميلون لاستخدام القنوات التقليدية التي تتمتع بالنسبة إليهم بالموثوقية والأمان عندما يتعلق الأمر بالتعاملات المالية. كما أنهم يفضلون العلامات التجارية العريقة التي تمتلك حضوراً فعلياً على الأرض، إذ يمكنهم زيارة المنافذ الخاصة بها وإجراء التعاملات مع أشخاص حقيقيين على أرض الواقع. ونحن نجد أن المستهلكين يطورون حالاً من الولاء للعلامات التي جمعتهم بها تجارب جيدة، ولا يريدون المخاطرة بأموالهم عبر خوض تجارب جديدة».
مشاركة :