إلى وقت قريب، انحصر التنافس في مسابقات البرامج التلفزيونية، خصوصاً التي تعنى بالشعر العامي، بالحضور ومقابلة لجنة التحكيم، لكنّ قناة «سما دبي» ابتكرت برنامج «البيت» الذي نجد له من اسمه نصيباً، فتغريدة واحدة تستوقف القائمين على البرنامج لتقويمها، وإدراجها ضمن المشاركات المتنافسة على جوائز الحلقات. ويعتبر برنامج «البيت» المخصص للشعر العامي في الخليج، الأول من نوعه الذي يسقبل مشاركات مشاهديه من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، من دون أن يطلب منهم الحضور أو الاتصال الهاتفي بالبرنامج، فتغريدة واحدة فقط تكفي للفوز بجوائز حلقاته التي تبلغ في الحلقة الواحدة حوالى 300 ألف درهم إماراتي. تتنوع مسابقات برنامج «البيت» الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في الإمارات: الأولى تكمل شطراً شعرياً (وجائزتها 200 ألف درهم لشطرين شعريين، وقد تكون من نصيب شاعر واحد)، والأخرى كتابة بيت شعري يجسد حال صورة تعرض في نهاية الحلقة (وجائزتها 100 ألف درهم)، والثالثة لخمسة مشاركين في عملية التصويت للبرنامج. ووجدت فكرة برنامج «البيت» إقبالاً عند عدد كبير من المشاهدين، إذ بلغت المشاركات في الحلقة الواحدة حوالى 20 ألف مشاركة، ويعود ذلك إلى أن الشاعر (المشاهد) باستطاعته الالتحاق بالبرنامج من منزله أو من عمله، كون الأمر لا يكلفه سوى كتابة خمس أو ست كلمات فقط هي تكملة الشطر الشعري، في حين لم ينس «البيت» مشاهديه غير الشعراء الذين صوتوا للمشاركين، من خلال منح 5 منهم جوائز بقيمة 10 آلاف درهم. ويؤكد المشرف على برنامج «البيت» عبدالله بن دلموك أن البرنامج غير تجاري، ويهدف إلى دعم الشعر العامي في الخليج، ويتيح للمشاهدين المشاركة بكل سهولة ويسر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالتالي يحقق الهدف المرجو منه. ويضيف: «اعتمدنا في اختيار لجنة تحكيم البرنامج على ثلاثة أسس، أولها أن يكون أعضاء اللجنة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، ومن الشعراء المخضرمين الذين لهم دور بارز في الشعر العامي، وعلى مقدار عالٍ من المسؤولية من خلال سيرَهم الذاتية ومجهودهم في ساحة الشعر». ويلفت إلى أن البرنامج يتمتع بآلية جديدة غير تقليدية. ويذكر الشاعر نايف الرشيدي، أحد أعضاء لجنة التحكيم، أن برنامج «البيت» نجح في تحقيق تفاعل غير مسبوق وأثار جدلاً واهتماماً في منطقة الخليج والعالم العربي، إذ بات محطة اهتمام لشرائح المجتمع، وذلك بفضل أهميته ودوره في حفظ تراث المنطقة وصونه، وتعريفه الأجيال المقبلة به، فضلاً عن دوره في إطلاق العنان للمواهب المبدعة في مجال الشعر النبطي (العامي) وإبراز عشاق هذا الشعر الرفيع الذين سطعت نجوميتهم وتلألأت في سماء الأدب والإبداع بفضل هذا البرنامج التفاعلي. ويوضح الشاعر معيض العتيبي، أحد أعضاء لجنة الفرز، أن برنامج «البيت» بات حديث المشهد الشعري والأدبي في منطقة الخليج العربي عموماً، وشهد تطورات لافتة على صعيد المشاركات، خصوصاً خلال الحلقات الأخيرة كماً ونوعاً، لافتاً إلى أن اختيار الكلمات والعبارات والمعنى العام في شطر لا يتعدى خمس كلمات يقتضي التفكير ملياً لاستقراء أفضل وأجمل الصور الشعرية واستنباطها من وحي شطر الحلقة المعروض، وبعيداً من الحشو وبهدف مفاجأة الناس. وبرنامج «البيت» يبث أسبوعياً على الهواء مباشرة عبر قناة «سما دبي»، ويفتح باب التنافس لمشاهديه قبل بدء الحلقة بأربع ساعات من خلال الصحفة الرئيسية للبرنامج في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ تمر المشاركات على لجنة الفرز المكونة من 6 أشخاص، لتقويمها وإرسالها إلى لجنة التحكيم المكونة من أربعة شعراء، من دون أن يتضح اسم المشارك. تلفزيون