موضوع الأمن الفكري يرتكز على أسس تربوية وأمنية لتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجتمعات الحضارية والتاريخية، حيث يُجسِّد الأمن الفكري مشروعًا وطنيًا تنعكس آثاره على المجتمع ويحتاج لرؤية إستراتيجية ودراسة كل المؤثرات الخارجية والتعصبية والمذهبية مع الأخذ في الاعتبار دور رجال الأمن وتضافر جهود كافة أفراد المجتمع للتصدي لأي خلل أو تجاوز من فئة ضالة تريد أن تزعزع هذا الأمن وهيهات لها ذلك بإذن الله لأننا نتنفس ونحيا ونعيش أمنًا نحن أشد الناس حرصًا عليه واستتبابه في ظل حكومة رشيدة ندعو لها ليل نهار. الأمن الفكري المعاصر يواجه تحديات صعبة على كافة الأصعدة، ونحن اليوم على مستوى عالٍ من الوعي والإدراك، صغارًا وكبارًا، بماهية المخاطر التي تواجه الوطن، حيث أصبح واضحًا جليًا وضوح الشمس في رابعة النهار مخططات وأهداف وأبعاد من يكيدون ويمكرون وأصبحت أقنعتهم مكشوفة. لذا خططنا لابد أن تكون على طاولة الحوار المفتوح من أجل الأمن الفكري الرشيد وتحقيق مقوماته الرئيسة في إطار الواقع المعاصر لترسيخ القواعد والأصول القائمة عليه. من هنا يتجلى دور المؤسسات التربوية الفاعل والتي تؤمن بفكر العمل المؤسسي المحترف لتقوم بدورها في تعزيز الأمن الفكري لأنه مشروع وطني بمعنى الكلمة، فخطر الغزو الثقافي وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد لا يخفى على ذي لب حكيم رشيد. نحن بحاجة إلى فرق عمل متكاملة مترابطة من جيل الشباب يعملون بمنهجية فكرية وثقافية مرنة ترتكز على أسس علمية وتعتمد على التنبؤ الواعي واستشراف المستقبل وترفض تكريس الجمود والتعصب والتشبث الأعمى بالقديم. جيل الشباب لابد أن يشارك في استحداث خطط إبداعية مبتكرة تناسب جيلهم وزمانهم لتعزيز الأمن الفكري، جيل اليوم لا يعترف بطريقة معالجة جيل الأمس للمشاكل والأحداث، والكلمة وحدها لا تجدي ولا تنفع، إن لم يصاحبها أسلوب وطريقة وآلية عمل بفكر شبابي. حان دور الشباب ليشاركوا ويدلوا بآرائهم وأفكارهم، ويدافعوا عن وطنهم ومكتسباته، فهم عدة المستقبل وهم الأقدر على بناء إستراتيجية تُعزِّز الأمن الفكري، وتستند إلى الواقع، وتستشرف مستقبلًا هم من سيعيشون فيه. لا نريد لجيل الشباب أن يُهمَّش أو يُحجَّم دوره من قِبَل أي فئة في المجتمع، أو أن يكون وجوده مكملاً لبرواز صورة كبيرة.. لأنهم أكثر وعيًا وحرصًا على مستقبلهم ومستقبل الوطن. المتميزون كثر والمتعلمون المتخصصون أكثر، هم يحتاجون - فقط- إلى من يسمع صوتهم عبر وسائل الاتصال والحوار الفعال. مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أحسن صنعًا عندما استهدف ببرامجه فئة الشباب ليمكنهم من تأدية دورهم في مجتمعهم، وليتيح لهم فرصة التعبير عن الرأي، ويشاورهم في الأمر لتعزيز الثقة في نفوسهم ولإبراز جهودهم واستثمار طاقاتهم. الشباب ذكورًا وإناثًا طاقات وقدرات وهمم عالية إن لم يتم استغلالها واستثمارها على الوجه الصحيح في خدمة الوطن فهناك من يتربص بهم ليُغرِّر بفكرهم أو يُدمِّر عقولهم، وفي كلتا الحالتين سواء عبر الفكر الضال أو طريق الانحراف الأخلاقي أو الاجتماعي أو سلوك دروب المدمنين، الخاسر هو الوطن. الإنسان أعظم مخلوقات الله، فهو من سجدت له الملائكة بأمر الله، والعمل على تربيته وتنشئته التنشئة الصالحة والاهتمام به فكرًا وخلقًا وعلمًا ومهارة وسلوكًا هو غايات وأهداف تسعى لتحقيقها كل الحضارات، فما بالنا ونحن أمة الإسلام ومهبط الوحي أنظار العالم كله تتجه نحو شبابنا، ماذا يفعلون وكيف يفكرون وإلى أين يتجهون؟! الأمن الفكري حتى يتحقق لا بد أن نعي جميعًا مكمن الخطر، وكل يؤدي واجبه نحو أغلى وطن وأغلى إنسان. لنكثر من الدعاء لرجال الأمن حماة ثغور الوطن في كل مكان، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وكن لهم عونًا ومعينًا ومؤيدًا ونصيرًا. Majdolena90@gmail.com Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :