التطرف الفكري عند الشباب | منى يوسف حمدان

  • 8/13/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد كل حادثة إرهابية تحدث في بلادنا تتوجه أصابع الاتهام للتعليم والمناهج الدراسية أنها هي السبب الذي يغذي الفكر الإرهابي وفي هذا تجنٍ عظيم لأنها لو كانت الحقيقة لكان المجتمع كله ارهابيًا.. وبعيدًا عن التّهم التي تقال جزافًا بدون احتكام للعقل أو منهج علمي ودراسات واحصاءات أو تحليل للشخصيات ومعرفة كل جوانب حياة هؤلاء الارهابيين والبيئة التي نشأوا فيها والصحبة التي خالطوها وكل العوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لهذا المتطرف الباغي على نفسه ومجتمعه من دون ذلك لن نستطيع أن نجد سببًا واضحًا بيّنًا لما آل إليه حال هؤلاء.. وحتى نعالج المشكلة من جذورها لابد من مواجهة حقيقة أنفسنا ومواطن التقصير التي طالت الكثير منّا في تربية الأبناء ونعترف بأنّنا لم نعد نعرف كثيرًا من أمور حياتهم وصحبتهم وخلواتهم ولم نجلس معهم نحاورهم نتكلم معهم كما كان آباؤنا يفعلون لنستدرك الخطر قبل وقوعه. الإرهابي فرد في مجتمع ينتمي لأسرة ما، الأم والأب هما من يغذّيان عقله وروحه وان كان يعاني من الجفاف والحرمان العاطفي سيجد صحبة خارج البيت في المدرسة أو المسجد أو في الشارع تختطفه أو عبر موقع الكتروني يعرف كيف يصل لقلبه وعقله ونحن غافلون!!. المعلم اليوم لم يؤد دور الأب كما كان سابقًا ما بين ضياع لهيبته حينًا لضعف في شخصيته أو قلة حيلته أو عدم اهتمامه بشؤون طلابه ومشكلاتهم وأصبح وجود المعلم المتفاعل مع طلابه عملة نادرة لأنه انشغل بالمطالبة بحقوقه التي طالما انتظرها فلا يهمّه إلا إنهاء المنهج وكفى! أمّا الإعلام وما يبثه من أخبار وبرامج ومسلسلات وأفلام تطرح أفكارًا متضاربة وتدسّ الكثير من السم في العسل على مدار الساعة حتى الاعلانات تخاطب الغرائز وتغسل الأدمغة وتحوّلها إلى قنابل موقوتة !!. العلاج يبدأ من استحضار كل فرد منّا دوره ومسؤوليته، فالوطن غال جدًا لا تكفي كل الكلمات لتعبر عن ولائنا له وحرقة قلوبنا على دماء سفكت بدون وجه حق في بيت من بيوت الله ، انتهكت حرمته ولكن هؤلاء هم خوارج هذا العصر كما كان أسلافهم عندما قتلوا سيدنا عثمان رضي الله عنه وهو في مصلاّه يتلو كتاب الله وهو الصحابي الجليل ذو النورين ولكنهم اليوم أشد عنفًا ونكاية واستباحة لدماء معصومة.. فهل نحن مستعدون بالاعتراف بالتقصير وتحديد مكامن الخلل في مجتمعنا وحياتنا؟. Majdolena90@gmail.com

مشاركة :