كشف المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن مطهر البذيجي عن أدلة وقرائن تثبت تورط ميليشيا الحوثي وصالح في نهب ومصادرة عدد 87 قافلة مساعدات إغاثية قدمت لليمن خلال العام 2016م، فضلا عن منعها دخول أي مواد إغاثة إلى بعض المناطق الواقعة تحت حصارها من بينها محافظتي “تعز” و”البيضاء” وكذا التلاعب بمخصصات السكان المتضررين في نطاق سيطرتها وتسخير جزء كبير منها لتمويل حربها تحت ما تسميه “المجهود الحربي”. جاء ذلك في الندوة التي عقدها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق أمس الثلاثاء حول حالة حقوق الإنسان في اليمن بالتعاون مع منظمة التواصل في افريقيا وتعزيز التعاون الدولي وذلك على هامش فعاليات الدورة ال34 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف. وطالب البذيجي ميليشيا الحوثي وصالح بالتوقف فوراً عن شن الهجمات العشوائية ضد السكان المدنيين، ومنع القناصة والمسلحين التابعين للميليشيا من شن الهجمات على السكان المدنييان، في كافة المحافظات اليمنية. وقال أن عليهم أيضا التمييز بين المقاتلين والمدنيين وحماية السكان المدنيين من أي هجمات مباشرة أو يحتمل أنها ستؤدي إلى الإضرار بالمدنيين بما في ذلك النساء والأطفال، ووقف زراعة الألغام الفردية والمضادة للدروع في الأحياء السكنية والطرقات العامة، وتسليم خرائط بحقول الألغام إلى اللجنة الوطنية لنزع الألغام والفرق العاملة في مجال نزع الألغام. وطالب البذيجي حكومة الشرعية باتخاذ كافة الإجراءات التشريعية والتنفيذية للمصادقة على الاتفاقيات التي لم تصادق عليها اليمن، بما في ذلك نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وتحويل كل مبادئ ونصوص الاتفاقيات والمعاهدات الدولية إلى نصوص تعاقدية في التشريع الوطني. وإغلاق كافة السجون غير النظامية والإبقاء على السجون التابعة لمصلحة السجون اليمنية، والإفراج فوراً عن كل المعتقلين بصورة غير قانونية. ومحاسبة كافة المسؤولين الأمنيين والعسكريين المتهمين بارتكاب أعمال قتل واعتقال خارج إطار القانون في المحافظات المختلفة، وحماية المدنيين من عمليات الانتقام المعرضين لها من تنظيمات “القاعدة وداعش”. وقالت الدكتورة وسام أبو بكر باسندوة رئيس المبادرة العربية للتثقيف والتنمية في تناولها لأوضاع الفئات الأكثر تضررا في ظل الحرب (المرأة والطفل) ان عدد القتلى من النساء وصل إلى 136 امرأة قتلن بالقذائف العشوائية ورصاص القناصة والأسلحة الموجهة خلال العام 2016م، 113 من هذه الحالات قتلن بسبب هجمات الحوثي وصالح واستخدامهم للتجمعات البشرية دروعا بشرية، كما قتل 393 طفلا منهم 273 سجل مقتلهم من قبل الحوثي صالح. وأشارت باسندوة إلى ان التحالف رصد مقتل 60 طفلا و16 امرأة، وإصابة 58 طفلا و 15 امرأة، بسبب الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح، كما وثق إصابة 1433 طفلا و512 امرأة في العام 2016و واعتقال 114 طفلا و20 امرأة. وطالبت مجلس الأمن الدولي بسرعة تنفيذ قراراته بشأن اليمن لاسيما القرار2216، ودعت مجلس حقوق الإنسان إلى إدانة جماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح وكافة القيادات العسكرية التي شاركت في الانتهاكات بحق المرأة اليمنية في اليمن وتحمليهم المسئولية الكاملة عن كافة الانتهاكات الواردة في هذا التقرير. كما طالبت بإحالة كافة القيادات الميدانية والعسكرية التابعة لجماعة الحوثي وصالح إلى المدعي العام في محكمة الجنايات للتحقيق معهم في ارتكابهم جرائم جنائية جسيمة بحق المرأة في اليمن. وناشدت الدكتورة وسام حكومة الشرعية السعي بكل جهد لإيقاف الحرب والانتهاكات ضد المرأة في اليمن وملاحقة المجرمين وفق المحاكم المحلية والدولية، مطالبة أيضا اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات التحقيق في كافة الحالات التي تضمنها التقرير والانتهاكات بحق المرأة في عموم الجمهورية. واستعرض هاني الأسودي رئيس مركز حقي لدعم الحقوق والحريات بجنيف قضية تهجير الحوثيين لعدد كبير من أهالي المناطق في عموم محافظات اليمن ابتداء من تهجيرهم ل 51 من يهود آل سالم، وكذلك تهجيرهم عقب ذلك لأهالي دماج والذين بلغ عددهم ما يفوق 12000 مهجر، ثم تهجيرهم لعدد كبير من أهالي المحافظات التي قاومت سيطرتهم وخاصة في تعز ولحج وعدن وأبين. واستغرب الأسودي من ضعف موقف الأمم المتحدة ومنظماتها بل وتجاهلها لمسألة المهجرين الذي تتزايد مأساتهم وأعدادهم يوما بعد آخر دون أدنى اهتمام من المنظمات الدولية. وتحدث نجيب السعدي رئيس منظمة وثاق للتوجه المدني عن الانتهاكات والتهجير القسري لأهالي التبيشعة في بلاد الوافي، منددا بصمت وغياب موقف المنظمات الدولية والأممية، فيما انتقدت ما حدث في قرية الصراري وتسييسها لمثل هذه القضايا الإنسانية. وقال السعدي إن الميليشيات الانقلابية للحوثي وصالح قامت بتفجير 7 منازل وإحراق 14 منزلا آخرين وتهجير أكثر من 900 شخص من بلاد الوافي وسلبت الناس جميع ممتلكاتهم وثروتهم الحيوانية التي يعتمدون عليها كمصدر أساسي ووحيد في معظم الأحيان للعيش.
مشاركة :