الجنسية عادت كما سُحبت - مقالات

  • 3/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

جلسة الثلاثاء السابقة كان يُفترض بها أن تُناقش قضية سحب الجناسي ووضع التشريعات المناسبة. ولا ندري ما الذي حصل لأن المقالة أُرسلت قبل انعقاد الجلسة خصوصا وأن النائب محمد الدلال ألمح لإمكانية تأجيل المناقشة للجلسة المقبلة نظراً لزحمة جدول الأعمال.عموماً سواءً انعقدت أم أُجّلت، تظل الجنسية مسألة حساسة ومهمة وتمس كل مواطن في البلد. ما لا يمكن التشكيك به أن الحكومة استخدمت سحب الجنسية ورقة ضغط، والا فأين كانت كل هذه المدة الماضية وقبل أن يشتد العداء بينها وبين الاسلاميين. لكن ينبغي أن نُدرك بأن إعادة الجناسي كمكرمة، لا كحُكم قضائي أمر يستدعي الحزن والسرور في الوقت نفسه... نفرح لأن أمير الإنسانية تدخل وحسم المعركة، لكننا نحزن لأمور عدة.فمن العلامات البارزة لإعادة الجناسي، أن السلطة هي من «تمننت» بالعطية، وهي من لها الفضل والدور الفاعل بقرار الإعادة، وهي بالتالي رسالة قاسية لكل من يعنيه الأمر. طبعاً لو توجهت بالسؤال حول رأي فريق الإسلام السياسي لِما حصل لتوجه بالبداية بالشكر للأمير ومن ثم يتفاخر بانجازه بأن أعاد الجناسي لأهلها، لكنهم عن عمد يتغافلون عن النقطة التي ذكرتها ويتعمدون تجاهل أهداف السلطة وأنها بمرحلة إملاء الشروط ورسم خطوط اللعبة السياسية من دون الكثير من الإزعاج.أيضا من العلامات البارزة التي يمكن أن نستنتجها من إعادة الجناسي، أن الدولة بدت تسير باتجاه احتواء الإسلام السياسي وتقريبه للسلطة على خلاف النهج المُتّبع للسنوات الاربع أو الخمس الماضية حيث محاربة التشدد الاسلامي بالمنطقة بأسرها لا الكويت فحسب. فقد سبق إعادة الجناسي موقف الحكومة المتشدد من عبدالحميد دشتي وموقفها ايضا من وزير الإعلام السابق لجانب تنحية بعض الوكلاء كرمال النواب الإسلاميين.لا ننسى في الوقت نفسه، أن المطالبين بالجناسي ينتمون جميعهم لفئة المعارضة، وهي فئة كما وجدناها تمتاز بالبراغماتية الشديدة. فالسعدون هذه الأيام يعتب عليهم ويهاجمهم بشدة لأنهم تركوه وزميله البراك وانصرفوا جميعهم لمصالحهم وأهدافهم الخاصة. كما لا ننسى أيضا أن تكتل الـ 26 منقسم على نفسه منذ اليوم الأول لتشكيله، ونتذكر جيدا ما حصل بانتخابات الرئاسة والنائب. هذا الكلام يجرني لأحكم عليهم بأن مطالباتهم بالحقيقة ليست وطنية ولا أخلاقية بالمعنى الذي ينشده المواطن الكويتي كي يحافظ على كيانه القانوني بتبعيته لهذه الدولة، بل مطالباتهم بحسب تاريخهم فهو لمصالحهم الخاصة. فأغلب الظن أنهم من الآن فصاعدا سينسون الجناسي وسيقفون بوجه كل مطالبة لإعادة من سُحبت جناسيهم بالثمانينيات، بل وأكثر من ذلك فالأقرب أنهم سيمارسون دور السلطة لسحبها من خصومهم الفكريين والمذهبيين.hasabba@

مشاركة :