الشارقة: ميرفت الخطيب أطلقت حرم صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، جائزة الشارقة لثقافة المرأة الخليجية في الأدب والبحث الثقافي والعلمي للمرة الأولى. والهدف من إطلاقها، إثراء الحياة الثقافية والعلمية في منطقة الخليج بالبحوث والدراسات الثقافية، عبر إذكاء روح التنافسية في المجال الثقافي بين ذوات الخبرة والتجارب الإبداعية والأكاديمية، من مبدعات دول مجلس التعاون، ومجالاتها ستكون في الشعر والرواية والبحث الثقافي والعلمي. جاء إطلاق الجائزة صباح أمس، في نادي سيدات الشارقة، خلال رعاية سموّها وحضورها، انعقاد ملتقى الشارقة للمرأة العربية، تحت شعار «المرأة الخليجية وإسهاماتها في التنمية الثقافية في المجتمع» ويستمر يومين، ويستضيف شخصيات نسائية قيادية من دول مجلس التعاون.وكانت سموّ الشيخة جواهر، شاركت بمداخلة تعقيباً على المشاركات التي طرحت خلال الجلسات، أكدت فيها ضرورة تجاوز كل الآراء التي تطلق جزافا بحق المرأة، خاصة ما يتعلق بالنظرة إلى المرأة بشكل لا يليق بمكانتها، مؤكدة أن الخليجية تجاوزت هذه المرحلة منذ زمن بعيد، سواء في الإمارات أو في المنطقة، خاصة تلك الأقاويل على سبيل المثال، بأن صوت المرأة عورة، وغيرها من البدع. وقالت، إن الدليل على ذلك تبوّؤ المرأة الكثير من المناصب القيادية، ومشاركتها الفاعلة في كل الميادين، ونجاحها وتميزها فيها، حتى قبل اليوم كانت مجتمعاتنا تعزّ المرأة وتحفظ كرامتها، وتترك لها مسؤولية قيادة أسرتها وتربيتها، ولم نتربّ قطّ على تلك الأقاويل البالية، وثقافة المرأة تبدأ من المدرسة ومن تعاطي المسؤول عن المجتمع الحاكم أو رئيس الحكومة، ودوره في توفير كل الوسائل الطاقة الإيجابية في المجتمع، كي يجد الفتى أو الفتاة المكتبة قريبة من بيتهما، وكذلك المراكز الثقافية متوافر فيها الرسم والشعر والأدب والمسرح والكتابة، وغيرها. كل ذلك من شأنه خلق بيئة إيجابية فيها حراك ثقافي، وتجربة الشارقة بدأت منذ 35 سنة، حيث بدأت المشروع منذ بداية تسلّم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، للحكم، فزرعت الثقافة في الطفل الذي أصبح اليوم أبا وجداً، ولا تزال مستمرة لليوم.وأضافت: كان سموّه متفائلاً حتى وإن شحّ عدد المهتمين بحضور هذه الأمسية أو تلك، وكان مصراً على المتابعة، وانتشرت مراكز متخصصة بثقافة الطفل، ومن ثم مراكز الفتيات والشباب، بإصرار منّا، كي ينمو هذا الجيل وهو واع ومدرك ومزود بالثقافات المتنوعة التي تبعد عنه الأفكار السلبية. وكلامي هنا أورده لهدف، وهو أننا نريد أن نطوي تلك الصفحة القديمة، ولا نتحدث عنها، لكونها غير واقعية. المرأة نشأت في الخليج ولها دور ومشاركة فاعلة في مجتمعها حتى قبل دخولها إلى المدارس، عبر تربيتها لأولادها وتهذيبهم، وحالياً نتمنى أن يكون لجيل اليوم من البنات، دور أكبر من أدوارنا وفي توجيه أولادهن نحو الاهتمام بالثقافة والمسرح والموسيقى، بحيث لا تتجه الدولة إلى توقيف الدروس الموسيقية في المدارس أو المسرح أو المكتبات. في الإمارات والخليج وصلت المرأة إلى مراكز قيادية، إن دور السياسة يكمن في أن تعمل لمصلحة الإنسان والارتقاء به في مجتمع ثقافي يحترم الآخر. وأضافت سموّها «يجب أن تكون هناك سياسة موحدة على أن القيادة والسياسة تعمل للإنسان وثقافته والارتقاء به، في مجتمع ثقافي يحترم الآخر، بحيث تعكس كل امرأة صورة مشرّفة للمرأة الخليجية في كل مكان، ونحن في مجتمع الشارقة نشجّع دائماً الإماراتية على المشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات، عبر المؤسسات الثقافية التي تفتح ذراعيها لتبنّي المواهب ودعمها، لإثبات نفسها». شهد الملتقى الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، عضو اللجنة الاستشارية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وصالحة غابش، مديرة المكتب الثقافي والإعلامي، ونورة النومان، رئيسة المكتب التنفيذي لسموّ الشيخة جواهر. وحشد من القيادات النسائية. واستهل الملتقى بكلمة المكتب الثقافي والإعلامي، ألقتها الأديبة نجيبة الرفاعي، وقالت، إن الملتقى في جلساته يطل على ملامح العلاقة بين المرأة والثقافة في مجتمعنا العربي الذي يعيش أحداثاً مختلفة تدفع بنا إلى إعادة بناء الفكر والمناهج العلمية، بما يتناسب وقدرتنا على مواجهتها، ويحقق نتاجاً مثمراً في نجاح هذه المواجهة. وأضافت «إن إمارة الشارقة، وهي تتوج عام 1998، عاصمة للثقافة العربية، وعام 2014، عاصمة للثقافة الإسلامية، تنطلق في تجربتها من رؤية ثاقبة وغنية من حاكمها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي له من الأحاديث المهمة ما أخذ ليكون منارةً تسير على نهجها الأجيال، ليس الإماراتية وحسب، بل العربية والعالمية؛ فمثقف كبير مثل سموّه، يجعل الثقافة رسالة إنسانية تقرأ بكل اللغات وكل الاتجاهات. وأكدت «في الشارقة لم تكن المرأة بمعزلٍ عن الإسهامات في النهضة التعليمية والثقافية في الإمارات، بل لديها من المبادرات ما حققته لها الريادة في تأسيس مشاريع تهتم بثقافة المرأة وتعمل فيها المرأة، وما كان ذلك ليتم من دون دعم ومباركة وقيادة من سموّ الشيخة جواهر التي فتحت أبواباً شاسعةً أمام إبداعات المرأة ومواهبها». عقب ذلك عقدت جلستان ناقشتا موضوع الملتقى هذا العام، وهو «المرأة الخليجية وإسهاماتها في التنمية الثقافية في المجتمع الخليجي»، حيث تناولت محاور عدة، منها المرأة الخليجية ودورها في قيادة الحراك الثقافي عبر إدراكها لمفهوم المرأة المثقفة، وتطور الدور المجتمعي للمرأة العربية، وأثر ذلك في صورتها في وسائل الإعلام، إلى جانب دراسة نقدية، والثقافة التكنولوجية وأثرها في إبداعات المرأة الخليجية، ودور المرأة الخليجية في الحفاظ على التراث وتوثيقه، والشباب والمشروع الثقافي «تجربة». شاركت في الجلسة الأولى، الشيخة الدكتورة خلدية بنت محمد آل خليفة، من البحرين، والدكتورة آمنة خليفة، من الإمارات، والدكتورة زوينة الكلباني، من عُمان، وأدارتها عائشة العاجل. فيما شاركت في الجلسة الثانية، الدكتورة هند المفتاح، من قطر، والدكتورة لمياء باعشن، من السعودية، والدكتورة هيفاء السنعوسي، من الكويت، ونورة النومان، من الإمارات، وأدارتها سارة المرزوقي، مديرة مكتبة الشارقة. وصاحب الملتقى أُمسية شعرية نظمتها رابطة أديبات الإمارات في المكتب الثقافي والإعلامي، للضيفات من دول مجلس التعاون، حيث أقيمت في أجواء تراثية في البيت العربي في منطقة التراث مساء أمس. وشاركت فيها الدكتورة مها العتيبي، من السعودية، والدكتورة حصة البادي، من عُمان، وحصة السويدي، من قطر، والشيخة الدكتورة خلدية آل خليفة، من البحرين، والشاعرة بشرى عبدالله، من الإمارات، وأدارتها الشاعرة كلثم عبدالله.
مشاركة :