كيف نخفف من التعصب الرياضي؟ | سعد بن جمهور السهيمي

  • 11/1/2013
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

لايزال التعصب الرياضي يخيم على أجواء الملاعب السعودية وهذا أوجد احتقانًا كرويًا كبيرًا بين الأندية المتنافسة، وهو احتقان له أسباب لعل أبرزها تأجيج الاحتقان نتيجة قيام بعض الإعلاميين في الإعلام المرئي من خلال مشاركاتهم في بعض البرامج، وهو احتقان من الممكن أن يخف فيما لو بذلت الأسباب للحيلولة دون استمراره، لكن الملاحظ كما أسلفت أن هناك تعصبًا من بعض الإعلاميين أنفسهم الذين هم بحاجة ماسة لمراجعة أنفسهم، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بخطر التعصب بدل مفاقمته، وللأسف أننا نجد على سبيل المثال في تويتر تحديدًا كأحد مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسة ما يندى له الجبين من التراشق الإعلامي خصوصًا من قبل بعض المنتمين للأندية تجاه مشجعين منافسين، فقد أصبحت الساحة فرصة لتأجيج هذا التعصب الذي يكبر ثم يكبر، ولم نسمع عن مبادرات لوأده، كما يساهم أيضًا في هذا التأجيج بعض رؤساء الأندية وإدارييها الذين يساهمون بتصريحاتهم المثيرة في استعداء جماهير أنديتهم ضد الأندية المنافسة والحكام، فيزداد الحال من سيئ لأسوأ، وحبذا لو يكون لرابطة المحترفين مبادرة بجمع رؤساء روابط المشجعين ومساعديهم ومسؤولي المنتديات الرياضية بالأندية إلى ملتقى أو لقاء يهدف إلى تثقيف المشجعين وإلقاء محاضرات توعوية تلامس هذه الحقيقة المؤلمة المتمثلة في التعصب الرياضي الذي تجاوز حده، وأصبح معظم مشجعي الأندية يمتطونه، وكذلك يجب مساهمة البرامج الرياضية اليومية في هذه التوعية ويكون هناك مبادئ لهذا التأصيل ولا أدري أن كان يوجد لجنة خاصة بالأخلاق تتولى هذا الملف المهم، خاصة وأن ديننا العظيم يحثنا على الخلق الحسن والتعامل الجيد بعيدًا عمّا يحدث من إثارة وتراشق مستمر بين المشجعين والأندية والإعلاميين للقضاء على هذه الظاهرة المقيتة وربما يكون بعض الناس خلوقا في تعامله لكن مع ضغط مباريات الكرة يتحول لشخص آخر؛ ولهذا نقول تمسك بخلقك الحسن الذي تتميز به خارج الملعب وليكن مرافقًا لك في المدرجات أثناء التشجيع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خلقًا) صحيح الجامع للألباني. قال ابن القيم يرحمه الله: (الدين كله خُلق، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين) كما رغب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه، فقد رغب في حسن الخلق بأن صاحب الخلق الحسن من أحب الناس إليه يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا، فقد قال عليه الصلاة والسلام : (إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا) حسنّه الترمذي. أسأل الله أن يجمع شتات القلوب على طاعته وأن يبعد التنابز والفرقة بين الجماهير اأناء الدين الواحد ويوفقه لما يحب ويرضى أنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة :