وصف السفير الفلسطيني لدى المملكة باسم عبدالله الأغا اتفاق المصالحة الفلسطينية بأنها انتصار للإرادة الوطنية للشعب الفلسطيني ومرحلة جديدة في مسيرة النضال الفلسطيني. وقال لـ «المدينة»: إن الاتفاق لن يؤثر على التوجه الفلسطيني نحو السلام، «فنحن نصر على السلام الذي نعتبره رؤية إستراتيجية تعني بالنسبة لنا سلام المرجعية الدولية»، وقال: إن فك الحصار على غزة سيشكل أولوية لحكومة التوافق التي سيتم تشكيلها خلال الأسابيع القليلة المقبلة متوقعًا أن تتكلل هذه الخطوة بالنجاح لأنها ستتم عبر جهد موحد وعبر الشرعية الفلسطينية، لكنه رأى أيضًا أن هناك العديد من الأطراف الداخلية والخارجية ستحاول وضع العراقيل أمام الاتفاق في محاولة لإجهاضه، لكنه عبر عن أمله وثقته بأن الاتفاق «سينجح بإذن الله»، وسيتتم ترجمته على أرض الواقع بالإرادة الوطنية الفلسطينية. وردا عى سؤال هل يمكن القول: إنه تم طي صفحة الانقسام الفلسطيني؟ قال الاغا:إنه ينبغي التوجه أولًا بالتحية وبالشكر والعرفان للجهد المخلص الذي بذله خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-يحفظه الله- الذي أوصلنا إلى تحقيق المصالحة بدءًا من اتفاق مكة. وأعرب عن أمنياته بأن تستمر تلك الجهود ليعود الشعب الفلسطيني بروحه الطيبة، وأن يكون تنفيذ الاتفاق بمستوى تضحيات هذا الشعب وآماله، وبمستوى القدس، وبمستوى المواجهة مع المحتل، وأعرب الأغا عن تفاؤله بأن يجد الاتفاق الجديد طريقه إلى حيز التنفيذ بالنظر الى ردود الفعل الصادرة عن إسرائيل والإدارة الأمريكية عقب توقيع الاتفاق مباشرة والتي أكدت على انهما مع استمرار الانقسام . وتساءل : ماذا يعني ذلك؟ يعني إنهما يخططان لتفتيت الوطن العربي فما بالكم بالشعب الفلسطيني؟ . وذكر الأغا بقول لأحد جنرالات إسرائيل بأن تل أبيب خططت وظلت تدعم انفصال جنوب السودان على مدى 50 عامًا حتى تحقق هذا الانفصال. وأكد السفير الأغا أن فلسطين في حاجة إلى رجال كبار كي يضعوا الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته في المسار الصحيح في مواجهة الاحتلال، وأنه آن لهذا الشعب الذي تنزف جراحه منذ عام 1917 أن يعلو على الجراح ويضع حدًا للظلم الواقع عليه على مدى قرن من المعاناة، بدءًا من توحيد جهوده وتعبئة طاقاته وإمكاناته في مواجهة الاحتلال، وأن يكون على مستوى آمال جماهيرنا العربية، فالعربي المخلص لعروبته لا يعنيه في ملف الانقسام الفلسطيني من المخطأ وإنما ما حدث كان ينبغي أن لا يحدث، وقال: إنها صرخة مواطن فلسطيني من أزقة المخيمات وحواريها، من نبض الجريح، ومعاناة الأسير، ووصية الشهيد. وفي إجابته على السؤال عن تأثير الاتفاق على المفاوضات واستمرار السلطة الفلسطينية أجاب إنه لا تأثير البتة، مؤكدًا أن لاءات الرئيس أبو مازن معروفة في السر والعلن، وموضحًا بأن أبو مازن سبق وأن أكد أنه لن يختم حياته بخيانة، وأنه إذا لم يحقق آمال شعبه فلن يوقع على خيانة. وقال: إن شرط أبو مازن لاستئناف المفاوضات الإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وأن تبدأ المفاوضات بالحدود لأن ملف الحدود هو الاختبار الحقيقي أمام إسرائيل لإثبات جديتها إزاء حل الدولتين، وأن هذه اللاءات تشكل ثوابت فلسطينية لا يمكن التنازل عنها.
مشاركة :