عقدت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله، أمس، أول اجتماع لها منذ عام 2014 في قطاع غزة، في خطوة أولى على طريق إرساء عودة السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً إلى القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس منذ 2007. في الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لأي مصالحة فلسطينية، وتعهد ببناء «آلاف الوحدات السكنية» في مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية المحتلة. وقال الحمدالله عند افتتاح الجلسة: «نحن هنا لنطوي صفحة الانقسام إلى غير رجعة، ونعيد مشروعنا الوطني إلى وجهته الصحيحة: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة وحل القضية الفلسطينية على أساس قواعد القانون الدولي والقرارات الأممية وكل الاتفاقيات والمواثيق ومبادئ الشرعية». وتابع الحمدالله: «نحن اليوم أمام لحظة تاريخية مهمة نسمو بها على الجراح، ونرتقي بوحدتنا بعيداً عن التجاذبات والخلافات». وأعلن الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع، أن الحكومة أجرت أمس «مناقشة سريعة لملفات الكهرباء والمياه والإعمار، وأن ملف الأمن والمعابر والموظفين سيتم بحثه في القاهرة الأسبوع المقبل». وقال: «الحكومة لا تمتلك عصا سحرية لحل مشكلات قطاع غزة، لكنها ستتنقل إلى قطاع غزة مجدداً». وأوضح أن اتفاق إنهاء الانقسام سيكون على ثلاث مراحل تتمثل في تشكيل لجان للبدء بالعمل على حل مشكلات المعابر والكهرباء والماء وملفات أخرى. وأضاف: «لدينا إصرار على حل كل المسائل العالقة وصولاً لتحقيق المصالحة». ووصف وضع قطاع غزة بـ«المأساوي». من جانبها، اعتبرت «حماس» في بيان صحافي، أن «ما حدث بالأمس واليوم هو خطوة كبيرة تكللت بتسلم الحكومة مهامها كافة بشكل رسمي ودون أي معوقات، ما يجعلها مسؤولة مسؤولية كاملة عن الشؤون كافة في قطاع غزة وإدارتها وفق رؤية وطنية مسؤولة». وتابعت: «تبارك حركة حماس للشعب الفلسطيني قدوم حكومة الوفاق الوطني إلى قطاع غزة واستلامها مهامها كاملة، وعقدها جلستها الدورية بكامل هيئتها في أجواء تفاؤلية كبيرة». على صلة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أي مصالحة فلسطينية دون الاعتراف بإسرائيل وحل الجناح العسكري لحركة حماس، وقطع علاقاتها مع إيران. ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله: «نتوقع من كل من يتحدث عن عملية سلام أن يعترف بدولة إسرائيل، وبالطبع أن يعترف بالدولة اليهودية». وأضاف: «لن نقبل بمصالحة كاذبة، حيث الطرف الفلسطيني يتصالح على حساب وجودنا». من جهة أخرى، تعهد نتنياهو ببناء «آلاف الوحدات السكنية» في مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية المحتلة قرب القدس الشرقية، مؤكداً أنها ستبقى دائماً جزءاً من إسرائيل. وقال في زيارة الى المستوطنة التي يعيش فيها 37 ألف مستوطن: «سنبني هنا آلاف الوحدات السكنية. سنقيم مناطق صناعية». وأضاف: «هذا المكان سيكون جزءاً من دولة إسرائيل».
مشاركة :