قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين إن الشعب الفلسطيني لن يطوي صفحة النكبة التي تدخل عامها السبعين دون الاعتراف بحقوقه الوطنية المشروعة. وقال عباس في كلمة له في الذكرى التاسعة والستين لحرب عام 1948 حيث رُحّل أو أجبر على الرحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم "لقد أوضحنا في المناسبات كافة أن السلام خيارنا الاستراتيجي ولكن ليس بأي ثمن، إنما هو السلام العادل والشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام بما يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض بموجب القرار 194". وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان له عشية إحياء ذكرى النكبة "بعد 69 عاما على النكبة تضاعف الفلسطينيون أكثر من تسع مرات." وأضاف الجهاز في بيانه "قُدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2016 بحوالي 12.7 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 9.1 مرة منذ أحداث نكبة 1948". وأوضح الجهاز في بيانه "تشير البيانات الموثقة أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة". وتظهر المعطيات الإحصائية "أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 42 في المئة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2016". وقال الجهاز في بيانه "كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من يناير للعام 2015، حوالي 5.59 مليون لاجئ فلسطيني". وأضاف الجهاز "يعيش حوالي 29 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة". وفي الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون ما يطلق عليه مصطلح النكبة تحتفل إسرائيل بيوم الاستقلال. وقال عباس في خطابه الذي بثته الوكالة الرسمية "وفي هذه الذكرى الأليمة، لا بد من التأكيد أن الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا وما يزال يتفاقم، وقد بدأ من الناحية العملية مع وعد بلفور المشؤوم". وأضاف "ومن هنا، فإننا ندعو الحكومة البريطانية، إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، بأن لا تقوم بإحياء الذكرى المئوية لهذا الوعد الباطل والاحتفال به." وتابع قائلا "وإنما عليها أن تبادر بدلا من ذلك بتقديم الاعتذار لشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمنا باهظا دما وتشردا، نتيجة لهذا الوعد المشؤوم وتنفيذه على حساب أرض وطننا التاريخي وعلى حساب شعبنا وحقوقه المشروعة". ويأتي إحياء ذكرى النكبة هذا العام مع مواصلة مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يومهم التاسع والعشرين في الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم. ودعا عباس في كلمته "المجتمع الدولي للتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تلبية مطالبهم الإنسانية المشروعة والعادلة تمهيدا لإطلاق سراحهم جميعا دون شرط أو استثناء". وشارك العشرات من الشبان في مسيرة انطلقت من وسط مدينة رام الله باتجاه حاجز عسكري إسرائيلي مقام على المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة. وأشعل الشبان إطارات السيارات وأغلقوا الشارع المؤدي إلى الحاجز ورشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إن الطواقم الطبية في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله "تعاملت مع 11 إصابة بالرصاص الحي في القدم والساق(خلال المواجهات)". ووصفت الوزارة جميع الإصابات بالطفيفة في الوقت الذي لم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي حول هذه المواجهات.
مشاركة :