بدأت مدارس في رأس الخيمة تعتمد على أساليب وإجراءات جديدة في توجيه عمليات الضبط السلوكي دون الاعتماد على حملات التوعية الدورية والمحاضرات، بحيث تضمنت في أهمها: مصادر السلوك من الطلبة لبحث عدد من الظواهر والسلوكيات المستحدثة والغريبة، تشكيل لجان طلابية من أجل إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بالظواهر السلوكية السلبية، وتفعيل دور القيادات الطلابية في الفصول الدراسية، وإطلاق مبادرات حول الضبط السلوكي تتمثل في برامج وفعاليات وأنشطة مجتمعية، وتطبيق عقوبات الخدمة المجتمعية في عدد من المدارس، فضلاً عن تفعيل دور مجلس أولياء أمور الطلبة والأمهات بصورة تفاعلية. جاء ذلك تفاعلاً مع مشروع «مزاريب الخير» الذي أطلقته القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة ممثلة في إدارة الشرطة المجتمعية بالتعاون مع مدرسة الحديبة للتعليم الثانوي – بنات الأسبوع الماضي، انطلاقاً من فعاليات عام الخير2017، وإن كانت أهدافه أوسع وأشمل وتتضمن مشاركة عدد من الإدارات الشرطية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والشبابية، حيث يستهدف مرافق وجنسيات مختلفة ويأتي هذا المشروع الذي انطلق من مدرسة الحديبة بالتزامن مع إعلان مبادرتها بعنوان «الضبط السلوكي»، ما يعد إيذاناً في إعلان أن المدرسة محور أساسي في تحقيق شعار «الانضباط أسلوب حياة» ومنها ينطلق تأثيره إلى كافة مناحي الحياة، في وقت تنطلق فيه مطالب من مختصين أكاديميين وتربويين إلى أهمية تفعيل لائحة الانضباط السلوكي في المدارس بصورة تتطلب الجدية والحزم، وخصوصاً أن الانضباط المدرسي له أهمية كبيرة في المؤسسات التربوية بمختلف مستوياتها فهو محور العملية التربوية، وأساس نجاحها، وتحقيق أهدافها، ولا يقتصر دور الانضباط على إسهامها في الرفع من مستوى الطالب بل يتعدى ذلك إلى تحقيقه أحد الأهداف التربوية الإسهام في الحفاظ على أمن المجتمع. مشيرين إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عدم الانضباط منها: وسائل الإعلام بما تعرضه من نماذج للعنف، وممارسات مخالفة. ضعف التوجيه الأسري لانشغال الآباء والأمهات أو بسبب الانفصال عن توجيه أبنائهم وبناتهم وإكسابهم الأخلاق والعادات الحميدة، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي أثر المؤسسات الاجتماعية كالمسجد والمؤسسات الأمنية فكلما كان أداء مهماتها في توجيه المجتمع فاعلة ساعد ذلك كثيراً على الانضباط. فضلاً عن مؤثرات داخل المدرسة منها الكثافة العالية في فصول الدراسة، والاستعانة بمختلف التخصصات للعمل فيها. ممارسات مبتكرة أكد عبدالله سالم الخرم الشميلي رئيس مجلس أولياء أمور مدرسة شمل للتعليم الأساسي والثانوي، تطبيق عدد من الممارسات الجديدة غير معهودة من قبل أولياء أمور الطلبة لتكون بيئة المدرسة تفاعلية وباباً مفتوحاً بين الطلاب وإدارة المدرسة وأولياء أمورهم، فقد قمنا بتنفيذ عدد من النشاطات المدرسية بالشراكة مع الفعاليات الأساسية للمدرسة سواء في المناسبات الرسمية والوطنية وكذلك العالمية، وأيضاً المشاركة في أنشطة المدرسة التحفيزية للطلبة لتحقيق مبدأ الإحساس بمسؤولية الشراكة المجتمعية، ونعمل حالياً على إدماج أولياء الأمور في كافة النشاطات المقامة داخل الحرم المدرسي وبالأخص الآباء الذين بالأغلب لا يتواجدون إلا في الحالات الطارئة والعاجلة، مع العمل على ابتكار أنشطة جديدة وتحفيزية للطلبة من أجل مساعدة إدارة المدرسة في تحقيق أهدافها في الانضباط السلوكي، لافتاً إلى أن أولياء الأمور يعتبرون شركاء مع المدارس من خلال تثقيف ومتابعة أبنائهم نحو المحافظة على سلوكهم اتجاه تواصلهم التعليمي مع المدرسة والطلاب. ثقافة توعوية بدوره ذكر راشد عبيد السلامي خبير تربوي ومدير عام المركز الأكاديمي للاستشارات الإدارية والتربوية: عن جهود وزارة التربية ودورها في الاهتمام بلائحة السلوك التربوي والتي تعتبر واحدةً من أركان العمل التربوي المدرسي، والتي يتعيّن على جميع الأطراف والمعنيين بتحقيق السلوك الطلابي المنشود الأخذ بها ولمزيد من الإجراءات التي تضمن تفعيل مثل هذه المبادرات المهمة لكي تعطي نتائج جيدة، أولا إيجاد ثقافة توعوية من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية في الوسط المدرسي نضمن من خلالها الوعي بمحتواها ومقاصدها، ثانياً لا تُقدم المبادرة كأسلوب ردعي للمخالفات بقدر ما أنها تعتبر منظومة من القيم تعكس مفهوم «استئناف الحضارة» الذي طرحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في القمة الحكومية الأخيرة، فضلاً عن أن هناك دراسة قدمها الباحث الأميركي لاري كوينيج بعنوان «الانضباط الذكي» والذي أشار في معرض دراسته إلى أن «أفضل طريقة لحل المشكلات أن تمنع وقوعها بالدرجة الأولى»، ثالثاً توعية شركاء المدرسة بمقتضى المبادرة وأثرها التربوي والأخلاقي، أي بمعنى أن أولياء الأمور أفراداً، ومجالس أولياء الأمور والمؤسسات الداعمة والمصنفة في دائرة الشركاء. بالإضافة إلى أن الخبراء التربويين يتفقون على أن القيم السلوكية لا تعلم بقدر ما أنها سلوك ممارس تطبيقي بذلك سوف تعطي نتائج أوفى والتزاماً أدق، وهذه رسالة للمدرسة حول التطبيقات الذكية من خلال الممارسة ولنا نحن كأولياء الأمور الدور التكاملي الداعم لجهود المدرسة، ناهيك عن أنه لا يغيب عنصر «التحفيز» في الممارسات السلوكية الإيجابية الأمر الذي سيرفع من مستوى الوعي وخفض ممارسات السلوك السلبي، وسيعزز الدور الأخلاقي الذي وجه إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتالي سيكون الأثر واضحاً. أساليب لائحة السلوك الجديدة موزعة على 18 مادة إدراج «منهج التربية الأخلاقية» حلقات العدالة التصالحية واحدة من بين أقوى الأدوات ضباط السلوك مجالس أولياء الأمور والأمهات القيادات الطلابية مجالس الطلبة التربية العسكرية
مشاركة :