خطيب جامع الخير يحث على التعاون مع الأجهزة الأمنية

  • 3/11/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر أمس: لا يخفى عليكم ما تمر به أمتنا من مخططات لتدمير كيانها وتغيير هويتها، إنها هجمة شرسة من أعدائها، حروب وصراعات في هذه البقعة من العالم، العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وغيرها، كل ذلك بدعوى (الربيع العربي)، الأمر الذي يستوجب علينا جميعاً أخذ الحيطة والحذر، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أو انْفِرُواْ جَمِيعًا» (النساء: 71)، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حذرنا في هجرته وأعماله التي واجه بها أعداء الله تعالى. إن أعداء الله يسعون لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية، وإثارة الفتن والقلاقل فيها، فيستخدمون كل الوسائل لتحقيق أهدافهم والوصول إلى غاياتهم، قال تعالى: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (الصف: 8)، لقد تنوعت أساليبهم، وتعددت طرقهم التي غزوا بها بلاد المسلمين، بالسلاح العسكري والاقتصادي، والسلاح الفكري والأخلاقي، فالغزو العسكري والاقتصادي تمثل في غزو التتار والصليبيين، فكان القتل والتهجير والتدمير، ولعل احتلال فلسطين وتدنيس المسجد الأقصى هي آخر الصور الحاضرة! وجاء الغزو الفكري والأخلاقي ليشكك المسلمين في دينهم وعقيدتهم، قال تعالى: «وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآء» (النساء: 89)، «وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ» (البقرة: 120)، ويكفي أعداء الأمة أن يشككوا المسلم في دينه، حتى صرح بعضهم: «إننا نستبعد من المسلم أن يدخل في ديننا، ولكن يكفينا أن يشك في دينه ثم يخرج منه إلى أي دين شاء». إن على المسلمين الحذر واليقظة، وأن يعتبروا من الأحداث التاريخية وما يجري هذه الأيام في محطيهم الإقليمي، فيكونون أقوياء مستعدين لمواجهة الأخطار والمخططات، وقد جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز». (أحمد وصحيح مسلم)، على المسلم الاستعداد لصد هجمات الأعداء، فقد قال تعالى: «وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَة» (النساء: 102). إن من الواجب على كل مسلم أن يحمي مجتمعه من الأخطار، فإذا استشعر خطراً في أي مكان أن يبلغ الجهات المعنية بذلك، وعليه أن يكون متعاوناً مع الأجهزة الأمنية والشرطية، فهذه المسؤولية لا يمكن القيام بها إلا من خلال الشراكة المجتمعية، فمهام رجال الأمن والشرطة الحفاظ على الأرواح والممتلكات وعدم المساس بها، فالمسلم الحق هو الذي يبدي تعاونه مع الدولة للحفاظ على الأمن والاستقرار. لنعلم بأن كل تلك المخططات والأعمال الإرهابية هدفها وغايتها ضرب الأمة من الداخل، وزعزعة عقيدتها، قال تعالى: «وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء» (النساء: 89)، فعلى المسلمين أن يدركوا مقاصد دينهم الإسلامي الحنيف، وأن يتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وأن يسيروا على طريق الحق والهدى، قال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» (التوبة: 205). رغم حجم المؤامرة التي وقعت عام 2011م، إلا أن أبناء هذا الوطن قد استطاعوا إفشالها وأحباطها في مهدها، وما ذلك إلا حين أخذوا بأسباب النصر والتمكين، فكانوا حذرين من أولئك المندسين بينهم لزرع الفتن، لذا خذوا حذركم منهم، فأغلقوا الأبواب في وجوههم، وإياكم أن تستقبلوهم في مجالسكم، فهم الطابور الخامس الذي يسعى لزعزعة أمنكم واستقراركم. إلا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بدينكم واعتصموا بربكم، فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا.

مشاركة :