قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس انه من خلال الابتلاءات والفتن، وفي أوقات الشدائد والمحن تتجلى صور الثبات على الحق، ويتبين أصحاب المواقف الشجاعة، قال تعالى:(فَلَمَّا تَرَاءا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَـابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 61-62]، وقال: (يُثَبّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّـالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء) [إبراهيم: 27]. يقول الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشّرِ الصَّـابِرِينَ) [البقرة: 155]، فالابتلاء في هذه الحياة الدنيا سنة من سنن الله تعالى، (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيّبِ) [الأنفال: 37]، (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) [آل عمران: 167]. وقال تعالى: (الـم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَـاذِبِينَ) [العنكبوت: 1-3]. إن العالم اليوم يشهد ظاهرة خطيرة قد أُقضت فيه المضاجع، وأُقلقت النفوس، وأُشعلت نار الصراع والصدام، وولدت حساسيات بين الدول والمجتمعات، إنها قضية الإرهاب والتطرف والعنف، وقبل هذا وذلك لا بد من التأكيد إدانة الإرهاب وأتباعه، فالإرهاب شر كله، ومحترف الإرهاب مريض النفس، عقيم التفكير، منحرف السلوك، فمن منا لا يدين الإرهاب فكرًا وسلوكًا وعملاً؟! فالإرهاب إزهاق للأرواح، وإراقة للدماء، وتدمير للممتلكات، بل هو معول هدم للدول والمجتمعات! من هنا فإن المسؤولية تحتم علينا جميعًا إبراز صورته الكالحة، وآثاره المدمرة، ويكفي الحديث عن العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال لمعرفة آثار تلك الأعمال الإرهابية، لذا يجب على كل عاقل أن يعلن الحرب على الإرهاب، والمسلم الحق يجب أن يبادر إلى تلك الإدانة امتثالاً لقوله تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32]. يجب أن يتعاون الجميع لتجفيف منابع الحقد والكراهية، والتصدي للجماعات الإرهابية، لا بد من لجم الأصوات التي تدعو إلى العنف والإرهاب والطائفية، فالاعتماد على الحلول الأمنية وحدها لا تكفي لحماية المجتمع من تلك الجماعات، يجب أن يكون هناك تعاون تام للتصدي لها وإحباط مخططاتها، من أجل هذا وذاك يجب التذكير بأعمال تلك الجماعات الإرهابية من الاعتداء على رجال حفظ الأمن والمواطنين، وتدمير الممتلكات، وحرق الإطارات، وإغلاق الشوارع والطرقات، بل واستخدامهم القنابل والمتفجرات والأسلحة، جرائم تنتهك أبسط حقوق الإنسانية، وفي مقدمتها حق الحياة وحق الحركة وحق العمل، لذا يجب التصدي لتلك الأعمال الإرهابية وتجفيف منابع التمويل لها! بالأمس أحبطت وزارة الداخلية عملية تهريب عدد من المطلوبين في قضايا إرهابية إلى إيران عبر قارب، وهي المجموعة التي هربت من مركز التأهيل والإصلاح بمنطقة (جو) في الشهر الماضي، ويعتبر هذا إنجازا كبيرا تقوم به وزارة الداخلية، وهي بتلك العملية النوعية أسكتت كل المشككين والمثبطين، من هنا ومن هذا المنبر نتقدم بالشكر والتقدير إلى رجال الأمن والشرطة على جهودهم في مطاردة الإرهابيين وتقديمهم إلى العدالة، وهذا الإنجاز يضاف إلى الإنجازات التي قبله، فحفظ الله البحرين وقادتها ورجال أمنها وشعبها المخلصين. ألا فاتقوا الله يا أيها الناس جميعًا، (وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ) [الرحمن: 9].
مشاركة :