خطيب جامع الخير يدعو إلى شكر الخالق على النعم والسلام لبلادنا

  • 4/7/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة: قال تعالى: «وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ» [البقرة: 172]، فلا يعبد الله بحق إلا أولئك الشاكرون، وقال تعالى: «إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» [إبراهيم: 7]، فالشكر خلق عظيم، ومقام رفيع من مقامات العبادة لله تعالى، أمر اللهُ به، ونهى عن ضده، وأثنى على أهله، ووعدهم بأحسن جزاء. والشكر هو منهاج الصالحين، وسلوك المتعبدين، تمتلئ به قلوبُهم، وتلهج به ألسنتُهم، ويظهر على جوارحهم، وقد وصف تعالى أول الأنبياء (نوحٌ عليه السلام) بقوله: «إنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا» [الإسراء: 3]، وذكر الخليل إبراهيم بأنه كان: «شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» [النحل: 121]، وقد وصف سليمان ما خصه ربه من نعمه وسخر له من مخلوقاته: «رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ» [النمل: 19]، ثم قال: «هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ» [النمل: 40]، أما نبينا محمد وهو الذي قد غفرَ الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيقول: «أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟!». إن شكر النعم هي أولى وصايا الله تعالى للإنسان: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» [لقمان: 14]، فالشكر دليل على صفاء النفس، وطهارة القلب، وسلامة الصدر، وكمال العقل، لذا قال تبارك وتعالى: «واللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» [النحل: 78]. والشكر له ثلاثة أركان وهي: الاعترافُ بالنعم مع محبة المنعم المتفضل، والتحدث بها مع إظهارها وعدم كتمها مع الثناء على الله، وصرفها في طاعة الله ومرضاته، لذا يجب شكر النعم في كل الأحوال، في الصحة والمرض، والشباب والهرم، والفقر والغنى، والسراء والضراء. يقول أبو الدرداء: «من لم يعرف نعم الله عز وجل عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمُه»، قال تعالى: «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ» [إبراهيم: 34]. قال رجل لشيخ الإسلام ابن تميمة: كيف أصبحت؟ قال: أصبحتُ بين نعمتين لا أدري أيهما أفضل: ذنوبٌ سترها الله عز وجل فلا يستطيعُ أحدٌ أن يُعيرني بها، ومودةٌ قذَفَها الله في قلوب العباد لم يبلُغها عملي. ومن الشكر أن لا يزال لسانُك رطبا من ذكر الله، ومن قال إذا أصبح وإذا أمسى: «اللهم ما أصبحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمدُ ولك الشكرُ، فقد أدَّى شكرَ يومِه». قال تعالى: «وأن الفضلَ بيدِ اللهِ يؤتيهِ من يشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ» [الحديد: 29]. لقد تفضل المولى تبارك وتعالى على هذه البلاد بالخير الوفير منذ الرسالة المحمدية حين دخل أهل هذه البلاد الإسلام من دون قتال، فكان أول خراج في الإسلام من بلاد البحرين، وقد دعا لهم رسول الله بالخير والإيمان، واستمر هذا الخير إلى يومنا هذا من أمن وإيمان واستقرار وتعايش وسلام.. كل ذلك تمثل في العهد الميمون لعاهل البلاد المفدى، وقد جاءت بشائر الخير قبل أيام مع الإعلان عن اكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخ البحرين. يجب شكر الله تعالى أولاً وأخيراً على نعمه وآلائه، فهو المنعم المتفضل، فالبحرين التي شهدت الانطلاقة الأولى لعصر النفط في عام 1932م هي اليوم مع عهد جديد من الخير كسائر دول المنطقة بما يعود بالخير على الجميع في العهد الزاهر لعاهل البلاد، فسدد الله الخطى وبارك في الجهود.

مشاركة :