أحمد الحافظ – دخل العرب في السنوات الأخيرة، بقوة، في سوق الاستثمار بالأندية الأوروبية، وتنافست كبرى رؤوس الأموال العربية على شراء حصص أو ملكية كاملة لأعرق الفرق في القارة العجوز. وأظهر تقرير نشره مركز «ريبيكوم» أن الشرق الأوسط بقيادة كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر، أنفق 1.5 مليار دولار على كرة القدم. وبحسب أحدث التقارير، فإن 6 من الأندية العشرين الأعلى دخلاً في العالم يرتبطون بعقود رعاية رئيسية مع شركات طيران خليجية. ويرى المراقبون أن الدول الثرية في الخليج، لها طموحات عالمية لا بلا حدود، وكرة القدم وسيلة لتحقيق الانتشار لاسم البلاد، وبالتأكيد في منافسة بعضهما البعض. كما أن هناك رجال أعمال مصريين ينشطون في أوروبا، لكن بدرجة أقل، إلى جانب الأردنيين. وهناك من يبحث عن الإستثمار، وآخرين عن المكانة الإجتماعية، كما يوجد من يريد المتعة والشغف، النابعان من حبه للعبة الأكثر شعبيا حول العالم. وإذا أردنا تقييم أداء الإدارة العربية في الأندية الأوربية، نجد ان جميع الملاك لم يصلوا إلى سقف طموحاتهم، وإكتفوا بالحد الادنى من الأهداف. ويعد نادي مانشستر سيتي ونظيره باريس سان جرمان أبرز الأندية الأوروبية في هذا الصدد، فلم يحققا لقب بطولة دوري أبطال اوروبا حتى الآن، ولم يصلا للمباراة النهائية في المسابقة رغم جمعهما للنجوم بصورة غير مسبوقة. ونفس الحال ينطبق على الأندية المتوسطة التي إمتلكها العرب، مثل خيتافي الإسباني المملوك لمجموعة رويال دبي وملقا الذي استعان بالأموال القطرية، و فولهام النادي اللندني الذي يمتلكه رجل الأعمال المصري محمد الفايد منذ سنوات طويلة، وأيضا الكويتي فواز الحساوي الذي جرب حظه مع النادي الإنجليزي العريق نوتنغهام فوريست. وجميع هذه الأندية لم تستطع ان تنافس على الألقاب وإرضاء الجماهير، واتسم أداء هذه الفرق بالتذبذب المستمر. ويرى المتابعون العرب، أن الملاك في هذه الأندية، يحتاجون لمزيد من الوقت، حتى يصقلوا إمكانياتهم الإدارية، لا سيما وأن بيئة العمل الأوروبية مختلفة، وأكثر صعوبة عليهم. وسلاح المال وحده ليس كافيا، رغم أهميته القصوى هذه الأيام، إذ يتعين على الملاك العرب تشخيص الخلل ثم العمل على علاجه وفق خطة مدروسة، وذلك يتجنب أخطاء الماضي. ومن أبرز الأخطاء الشائعة التي ترصدها ، هو غياب الإستقرار الفني للفرق، والمقصود تغيير المدربين باستمرار. ومما لا شك فيه، فإن كثرة تغيير المدربين من قبل الملاك العرب، لم يأت بنتيجة أفضل في السنوات الأخيرة، وبالتالي يجب البحث عن المشكلة في آخر، وعدم اختزالها في كل موسم بالمدرب وحده. وقد يعود سبب تحميل المدربين مسؤولية الإخفاق، مصدره العقلية العربية التي إعتادت على ذلك في المسابقات المحلية، وبالتالي تم نقل هذا الاسلوب الاداري إلى النطاق الأوروبي. ولكن هناك من يفسر فشل الملاك العرب في تحقيق الأهداف المرجوة على صعيد النتائج، لغياب شخصية الفريق، نظرا لكون هذه الأندية لا تملك تاريخا طويلا في اللعبة. بيد أن هذا الرأي غير صحيح على أرض الواقع، فرئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم فواز الحساوي لم يستطع انعاش نوتنغهام العريق. وربما يتعين على الجماهير الرياضية أن تنتظر مزيدا من الوقت حتى يكتسب الملاك الجدد المهارة المطلوبة، وبالتأكيد فإن التجارب الكثيرة ستصنع الخبرة المطلوبة التي من شأنها تحقيق الطموحات.
مشاركة :