إعداد: وائل بدر الدين أنهت أسواق الأسهم العالمية تداولاتها الأسبوعية بتراجع ملحوظ بعد أسبوع متقلب أثرت فيه مجموعة من العوامل التي تضمنت تراجع الدولار الأمريكي، وتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية التي حققت الأسبوع الماضي مستوى قياسيا، علاوة على تعزز الفرضيات المرتبطة برفع الفائدة بناء على تقرير الوظائف الإيجابي، حيث عانى الدولار من ضغوط جمة خلال أيام التداول، بعد أن عزز تقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر حديثا من احتمالات أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة ربما الأسبوع المقبل.وعانت البورصات ومؤشرات الأسهم الأمريكية أسبوعا عصيبا بالنظر إلى المكاسب التي تحققت خلال الأسابيع الماضية، وذلك على الرغم من الانتعاش الطفيف الذي لازم أداءها خلال تداولات الجمعة بعد الكشف عن بيانات الوظائف الأمريكية، حيث أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي تداولاته بانخفاض بلغ 0.44%. وعلى الجانب الآخر من الأطلنطي، تراجعت أيضا أسواق الأسهم البريطانية تماشيا مع نظيراتها حول العالم، بأن أنهى مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» تداولاته الأسبوعية بنهاية يوم الجمعة بتراجع بلغ 0.42%، بعد أن حقق في تداولات الجمعة ارتفاعا بمقدار 0.4% بفضل الأداء القوي لأسهم شركة بريتش بتروليوم المدرجة أسهمها في البورصة.وتراجع مؤشر «يوروفيرست 300» الأوروبي بمقدار 0.71% عند إغلاق التداولات الأسبوعية، وهو التراجع الذي لم يسعفه تسجيل أسهم الاتصالات والطاقة أداء قويا في تداولات الجمعة. فيما نجحت المؤشرات الآسيوية في تفادي موجة الهبوط الجماعية بأن أغلق مؤشر «نيكاي 225» الياباني تداولاته بارتفاع بلغ 1.5% يوم الجمعة، وهو أعلى ارتفاع يومي يسجله المؤشر منذ ديسمبر/كانون الأول من العام 2015، وبعد أن تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي منذ 6 أسابيع، لينهي بذلك المؤشر أداءه الأسبوعي بمكاسب بلغت 0.70%.وأظهر تقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر يوم الجمعة ارتفاع الوظائف غير الزراعية 235 ألفاً الشهر الماضي، لتتخطى بذلك التوقعات التي كانت مرتبطة بها والتي قدرت ب 190 ألفا، وهو الأمر الذي يمهد طريق الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، وبذلك تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة من 4.8 إلى 4.7 استنادا إلى تلك البيانات.وقال خبراء ومحللون اقتصاديون إن الاحتياطي الفيدرالي أزال من طريقه لرفع الأسعار العقبة الأخيرة التي كانت تتمثل في ضعف تقرير الوظائف الذي تخطى التوقعات التي كانت مرتبطة به، ما يعزز من موقفه في اتخاذ الخطوة. فقبل 3 أسابيع رجح عدد من الخبراء والاقتصاديين في الولايات المتحدة أن الاحتياطي لن يقدم على تلك الخطوة، بيد أن الأوضاع تغيرت الآن وأصبح من المرجح جدا رفع الفائدة في الاجتماع المقبل الأسبوع القادم بفضل إيجابية تقرير الوظائف. عوائد السندات الحكومية تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية الحساسة ذات العامين بنقطة أساس واحدة إلى 1.376 نقطة بعد أن سجل الأسبوع الماضي مستوى قياسيا هو الأعلى منذ 7 سنوات ب 1.388 نقطة، فيما سجل العائد القياسي للسندات ذات ال 10 سنوات ارتفاعا هامشيا إلى 2.604 نقطة، وحقق العائد على السندات الحكومية الألمانية ذات ال 10 سنوات ارتفاعا بمقدار 7 نقاط أساس. وفي غضون ذلك، تراجع مؤشر الدولار الذي يقيسه مقابل سلة العملات العالمية بمقدار 0.3%، الأمر الذي أدى إلى صعود اليورو بمقدار 0.9% مقابل الدولار عند إغلاق التداولات، نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي اعترت المؤشرات الأمريكية قبيل الإعلان عن رفع الفائدة شبه المؤكد خصوصا بعد صدور تقرير الوظائف الذي يدعم تلك الخطوة. وعلى الرغم من تراجع الدولار مقابل سلة العملات العالمية، إلا أنه ارتفع مقابل الين الياباني بمقدار 0.2%.وحققت قطاعات الطاقة في الولايات المتحدة خصوصا أسبوعا عصيبا وتراجع بالتالي أداء أسهمها تماشياً مع انخفاض أسعار النفط، حيث انخفض سعر برميل خام برنت القياسي بأكثر من 7% إلى 51.87 دولار في مستوى هو الأدنى منذ ديسمبر الماضي، نتيجة القلق المرتبط بالمستويات القياسية بالمخزونات الأمريكية من النفط الخام، وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط ب 0.9% إلى 48.86 دولار، فيما سجلت أسعار الذهب تراجعا طفيفا بلغ 1 دولار عند إغلاق التداولات الأسبوعية، ليبلغ سعر الأوقية 1199 دولاراً في أدنى مستوى له منذ 5 أسابيع.
مشاركة :