دوالي الساقين أو دوالي الأوردة من الأمراض التي تنتشر بصورة ملحوظة بين الكثير من الناس، ورغم أنها ليست على درجة كبيرة من الخطورة، إلا أنها تسبب تشوهاً في شكل الساقين وتظهر بشكل مقزز، وتخلق حالة من الانزعاج خاصة لدى المرأة، وتسبب لها الكثير من الحرج، حيث إن هذا المرض يهاجم السيدات أكثر من الرجال، وتحاول السيدات بشتى الطرق معالجة هذه الحالة للتخلص من شكلها العام على الساقين، ويعد مرض دوالي الساقين من الظواهر المرضية القديمة التي تصيب الأوردة الدموية في الساقين بالخلل، وذلك نتيجة بعض الأسباب والعوامل التي سوف نشرحها بالتفاصيل، والدوالي لها بعض الأعراض المميزة ويتم تشخيصها عن طريق الأشعة المقطعية بالصبغة.العلاج الحديث سواء كان بالليزر أو التردد الحراري يأتي بنتائج جيدة وكبيرة، ويؤدي إلى تناقص دور العلاج عن طريق الجراحة بدرجة كبيرة، وتظهر الدوالي على صورة شعيرات دموية صغيرة أسفل الجلد في الساقين، تشبه الخطوط الزرقاء الرفيعة، وأحيانا تكون بنفسجية أو حمراء وهي خطوط ليست منتظمة تبدو متعرجة، وعند تقدم المرض وتطوره تظهر عروق زرقاء ضخمة أكثر وضوحاً للعيان. ضعف وتلف الصمامات دوالي الساقين مرض يصيب الأوردة، ويؤدي إلى ظهور عروق باللون الأزرق تحت جلد الساقين، ويمكن أن تكون في ساق واحدة فقط، وذلك نتيجة وجود تمدد في هذه الأوردة التي تنقل الدم من الساقين إلى القلب، والدم في هذه الحالة يسير في اتجاه واحد من أسفل القدمين إلى أعلى نحو القلب، وعدم رجوع الدم مرة أخرى إلى القدمين، وهذا المسار الذي يسلكه الدم يعتبر معاكساً ومضاداً لتأثير الجاذبية الأرضية، ولذلك فإن الأوردة الدموية تحتوي على صمامات تجعل الدم يسير في اتجاه واحد فقط، وهو ناحية القلب ثم تغلق أوتوماتيكياً لمنع ارتداد الدم إلى أسفل مرة أخرى، وفي حالة إصابة جزء من هذه الصمامات ببعض الضعف والتلف والوهن، يحدث نوع من القصور الوظيفي في عمل هذه الصمامات، وتؤدي إلى رجوع الدم بالاتجاه المعاكس في هذه الأوردة وبالتالي يحدث نوع من التمدد والاتساع في محيط الأوردة وينتقل هذا الضغط إلى الشبكة الفرعية الصغيرة من الأوردة في الساقين، فتحدث حالة من الاحتقان الشديد بداخلها، مع عدم قدرة هذه الأوردة على القيام بدورها في نقل الدم للقلب، ويتجمع الدم في الأوردة وتتضخم وتظهر الدوالي بالشكل الواضح في الساقين، ويمكن أن تنتفخ وتتورم الساق المصابة بهذه الدوالي، نتيجة تجمع السوائل في الدم الموجود بالأوردة.الوزن والحمل والوراثة وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الوصول إلى مرض دوالي الساقين، ومنها الوزن الزائد الذي له تأثير كبير في ظهور هذه الدوالي، وأيضاً يسبب نوعاً من الصعوبة في التخلص منها وعلاجها، فلابد من إنقاص الوزن إذا كان المصاب من أصحاب الأحجام الكبيرة، ومن الأسباب أيضاً وجود عيوب خلقية في صمامات الأوردة وجدرانها، كما أن تلف بعض الصمامات نتيجة حدوث تجلطات داخل هذه الأوردة، ومن الأسباب أيضا العوامل الوراثية التي تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بهذا المرض، ويظهر مع تعرض الشخص لبعض العوامل التي تحفز ظهور هذا الخلل، مثل الوقوف لفترات طويلة لدي هؤلاء الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي كالأطباء أو المدرسين وبعض المهن التي تتطلب الوقوف طويلاً، وتزداد فرص الإصابة بالدوالي لدى السيدات أثناء فترات الحمل، بسبب زيادة وزن الجنين وضغط الرحم على الأوردة في الحوض، وينتقل هذا الضغط إلى أوردة الساقين، ومع مرور الوقت تضعف وظائف الصمامات في هذه الأوردة، وذلك يعظم من احتمالات ظهور الدوالي.الملابس الضيقة والأورام وهناك بعض العوامل الأخرى التي تعزز من ظهور الدوالي في الساقين، ومنها ارتداء الملابس الضيقة والتي تضغط على منطقة الحوض والخصر والبطن، وهي تؤدي نفس تأثير الحمل على أوردة الساقين، حيث تسبب نوعاً من الصعوبة في صعود الدم من الحوض مكملاً مساره إلى القلب، وبالتالي ارتداد الدم والتأثير على صمامات الأرودة وظهور هذه الدوالي في الساقين، واحتمالات ظهور دوالٍ كبيرة لدى الأشخاص الذين يقفون طويلاً بشكل مستمر، ومن الأسباب أيضاً وجود بعض الأورام في الحوض، وهو ما يجب على طبيب الأوعية الدموية التأكد من عدم وجود هذه الأورام سواء في البطن أو الحوض أثناء التشخيص، وتصبح السبب الرئيسي في الضغط على الأوردة وظهور الدوالي، وفي بعض الأحيان قد يسبب الجلوس بالشكل الذي تتقاطع فيه القدمان حافزاً وعاملاً للإصابة بهذه الحالة المرضية، كما يؤدي الجلوس أيضاً لفترات طويلة نفس أضرار الوقوف لنفس الفترات، ومن المسببات الأخرى تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة، وتصبح الدوالي من الآثار الجانبية لهذه الحبوب.ألم وانتفاخ وأعراض مرض دوالي الساقين تظهر من خلال هذه الخطوط الزرقاء وهي الأوردة الصغيرة المحتقنة، والتي تتراكم أسفل الساق وأحياناً حول الركبة، وفي كثير من المرضى تمتد إلى أعلى الساق والفخذ، ويصحب هذه الدوالي بعض الوجع والشعور بالتورم في الساق وبعض التقلصات العضلية أسفل الساق، ويزداد هذا الإحساس عند الوقوف فترة طويلة، ويمكن أن يتورم الكاحل والقدم، وفي حالة إهمال المريض في علاج دوالي الساقين، فسوف يصاب ببعض المضاعفات الأخرى، ومنها تغير في لون بشرة الساق والقدم، فيتحول إلى اللون البني، ويظهر الورم في الساق واضحاً، والإصابة بحكة شديدة في الساق، والتي تسبب جروحاً وتقرحات وتكون بعض القرح الصديدية في الأوردة، وهذه حالة مقلقة تحتاج إلى رعاية وعلاج طويل، كما يصبح مريض الدوالي عرضة لتكون جلطات بالأوردة السطحية، وتزيد من فرص حدوث هذه الجلطات، ويشعر فيها المريض بوجع حاد واحمرار وظهور التهابات في الجلد المحيط بالدوالي وخاصة في الأماكن التي تخثر أو تجلط الدم داخلها، ومن المضاعفات أيضاً حدوث قرحة بالساق.التدخين والتمرينات هناك طرق وأساليب يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض دوالي الساقين أو على الأقل تقليل انتشارها في الساقين، ومن هذه الطرق تجنب الوقوف طويلاً، وإن كانت طبيعة العمل تتطلب الوقوف فترات، فيمكن اختلاس بعض الدقائق للجلوس وأخذ قسط من الراحة، وتحريك أصابع القدم لتنشيط الدورة الدموية في الساقين، لعدم تجمع الدم فيها، ثم معاودة الوقوف وتكملة العمل، فهذه الطريقة سوف تقلل احتمال الإصابة بالمرض، وهناك حل آخر وهو ارتداء جوارب طبية مخصصة لهذا الغرض، تعمل على الوقاية من حدوث دوالي الساقين، وللوقاية أيضاً يمكن الحفاظ على أداء بعض التمرينات الرياضية الخفيفة بصورة يومية منتظمة، والعمل على تخفيض وزن الجسم للأشخاص الذين يعانون السمنة، مع التقليل من الأكل الدسم الذي يحتوي على دهون ثلاثية لها تأثير خطر على الأوعية الدموية، كما يجب التوقف عن التدخين الذي يسبب الكثير من الجلطات وله ضرر كبير على الأوعية الدموية، وننصح السيدات بتغيير حبوب الحمل كل فترة أو التخلي عنها تماماً واتباع وسيلة أخرى لمنع الحمل.الليزر والتردد الحراري تتنوع أساليب علاج دوالي الساقين تبعاً لدرجتها عند المصاب، فبعض المرضى يكفي معهم بعض التمارين الرياضية، وارتداء الجوارب الطبية المخصصة للضغط على الساقين، ومنع تجمع الدم في الأوردة، إضافة إلى تناول بعض الأدوية التي تعمل على تقوية جدران الأوردة، وبذلك يستطيع المريض الحد من انتشار الدوالي وزوال أعراضها ولكن لا يفلح في التخلص منها تماماً، والطريقة الثانية للعلاج هي استخدام الحقن، وهذه الحالة تصلح للمرضى الذين لم يصابوا بضرر في الأوردة الرئيسية، ولكن لديهم تشوه واضح في الساقين، وتحقن الدوالي بمحلول يؤدي إلى تلاشي الدوالي وزوال العروق الزرقاء وتعود بشرة الساقين لطبيعتها، أما الطريقة الثالثة لعلاج الدوالي فتتمثل في استخدام الليزر والتردد الحراري، وهي أحدث وسائل لعلاج هذا المرض، ولا تحتاج إلى تخدير كلي للمريض، بل موضعي فقط، ولا يمكث المصاب في المستشفى، وهذا النوع من العلاج أحدث طفرة في العلاج والنتيجة، فهي تعمل على غلق الأوردة المصابة بالدوالي من دون اللجوء إلى استئصالها، وبالتالي لا تحتاج إلى جراحة، ويمشي المريض فور الانتهاء من هذه العملية. النساء الأكثر إصابة تشير الدراسات إلى أن مرض دوالي الساقين يصيب كل الأعمار، ولكن تزيد أكثر عند التقدم في العمر. ونسبة السيدات المصابات بهذه المرض تصل إلى ضعف نسبة الرجال المصابين به، والسبب في مهاجمة هذا المرض لكبار السن، هو الضعف الطبيعي لجدران الأوردة في الساقين الناتج عن الاضطراب الذي يحدث في بعض البروتينات الداخلة في تكوين جدران هذه الأوردة، مثل بروتين الكولاجين المسؤول عن قوة الوريد، وبروتين الإيلاستين الذي من مهامه إعطاء الجدار الليونة والمرونة المطلوبة في حركة الدم. وتضيف الدراسات أنه ليس كل وريد منتفخ هو مؤشر على دوالي الساقين؛ لأن بعض الشباب الرياضيين تصبح سيقانهم مليئة بالأوردة المنتفخة السليمة، ولا يوجد بها أي خلل أو مرض، وتقوم بوظائفها الطبيعية. ويشكك كثير من الأطباء في فاعلية بعض الأدوية التي يطلق عليها مقويات الأوردة، والموجودة في الأسواق تحت مسميات تجارية عديدة، وتحتوي على مادة الديوزمين. فهذه الأدوية لا تأتي بنتيجة محسوسة، ويمكن فقط أن تصلح للحالات البسيطة والخفيفة من دوالي الساقين.
مشاركة :