• هذا السؤال للأسف لا يتم طرحه في اعلامنا الخليجي والعربي بالصورة المطلوبة، ولا تتم المناقشة حوله أبداً، وهو: ما هو السبيل الأمثل للتعامل مع ايران؟ نستغرق جلّ وقتنا في الاعلام، في بيان تدخلات ايران التي نظنها سلبية أو سيئة والتدليل عليها، لكن يبقى السؤال المهم: ما هو المطلوب منا للتعامل مع هذا الوضع الذي نظنه سيئاً؟ هناك قواعد للجواب عن هذا السؤال بعيدا عن المهاترات الاعلامية اللا مسؤولة والتي تنادي بالحرب أو الإقصاء أو غيرها من الاطروحات اللا مقبولة، ان ايران دولة ذات ثقل اقليمي وهي جارة للخليج لا يمكن بحال اقصاؤها او تهميشها، كما أن لا أحد منا يتمنى الحرب أبدا. وأهم القواعد تلك أن ايران لن تترك سياستها كما هو واضح! اذاً كيف لدول الخليج ان تتعامل مع سياسة ايران وفق هذه القواعد؟ في ظني أن هذا السؤال والبحث حوله يجب أن يشغل مراكز الدراسات في الخليج والمنتديات، لا مجرد سرد أخطاء وأخطار السياسة الايرانية.• هذا السؤال المهم، يجرّنا الى منزلقات، يجب علينا جميعا التنبه الى عدم الانزلاق بها لأنها من أهم المخاطر التي تواجه مجتمعاتنا، وهي تلك الطائفية المذهبية أو العرقية التي تلف كل نقاشاتنا حول الخطر الايراني - حسب ما تراه دول الخليج - يجب علينا أن نتنبه الى ان الخلاف مع ايران ليس مذهبياً طائفياً بين السنة والشيعة، ولا هو خلاف عرقي بين العرب والفرس، أو لا يجب أن يكون هكذا، حتى لو كان هناك من يحاول جرّ المنطقة الى هذه المهاوي، فإن الواجب الانتباه الى خطورة هذا المسلك... الخلاف سياسي بحت، هكذا يجب أن يكون من وجهة نظر دول الخليج على الأقل.• دعونا نكون أكثر حيادية في نقاش الخلاف الخليجي - الايراني... تدخلات ايران في كل ملفات المنطقة وأزماتها، تواجهه تدخلاتنا نحن أو بعضنا في هذه الملفات أيضا! وإن كان ما يبرر تدخلاتنا حفظنا لأمننا القومي، فهذا ما تنشده ايران ايضا من هذه التدخلات من وجهة نظرها على الأقل!• قرع طبول الحرب - شعبوياً - وتكريس الطائفية والعرقية وجرّنا اليها، كل هذه الاخطار تهدد مجتمعاتنا بما لا يقل خطورة بأي حال عن التدخلات الايرانية في المنطقة.• في الاعلام نحن لا نطرح هذا التساؤل المهم: كيف لنا من واقع مسؤولية التعامل مع الوضع في ايران؟ وأظن ان الدراسات حول هذا التساؤل مسؤولية الاعلام الخليجي حتى لا تنزلق شعوبنا نحو مزيد من الطائفية أو العرقية ويتحقق نصر لمن يريد السوء بنا... lawyermodalsbti@