قال أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أمس الأحد إن القوات العراقية انتزعت نحو %30 من أراضي غرب الموصل من مقاتلي تنظيم الدولة، مضيفا أن الجنود يواصلون تقدمهم في مزيد من الأحياء. وقالت الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع إنها دخلت منطقة باب الطوب بالمدينة القديمة حيث يتوقع أن يكون القتال فيها هو الأشرس بسبب حاراتها الضيقة التي لا يمكن للمدرعات المرور فيها.والقوات العراقية المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة أكثر عددا وتسليحا بكثير من متشددي التنظيم الذين يدافعون عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق باستخدام السيارات الملغومة والقناصة وقذائف المورتر. وهناك ما يصل إلى 600 ألف مدني محاصرون مع المتشددين داخل المدينة التي عزلتها القوات العراقية فعليا عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا والعراق. وقال اللواء الركن معن السعدي للصحافيين في الموصل إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب داهمت حي الجديدة وحي الأغوات أمس الأحد، وإن المتشددين يبدون مظاهر ضعف رغم مقاومتهم العنيفة في بادئ الأمر. وقال: «العدو فقد قدرته القتالية وعزيمته وهنت. بدأ يفقد القيادة والسيطرة». وأضاف أنه تمت استعادة نحو 17 من 40 حيا في غرب الموصل. وقال السعدي إنه يتوقع أن تستغرق استعادة النصف الغربي من المدينة وقتا أقل من استعادة الشرق الذي تمت السيطرة عليه في يناير بعد قتال استمر 100 يوم. وبدأت الحملة لاستعادة غرب الموصل الذي يفصله نهر دجلة عن شرقها قبل ثلاثة أسابيع. ونزح أكثر من 65 ألف شخص بسبب القتال في الأسبوعين الماضيين فقط ليبلغ العدد الإجمالي للنازحين أكثر 200 ألف منذ بدء الحملة لاستعادة الموصل وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. وتلقى سكان حي المنصور الذي طرد متشددو التنظيم منه قبل أيام مساعدات أحضرها متطوعون من شرق الموصل في حين حلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة وأطلقت صواريخ ونيران أسلحة آلية ثقيلة على أهداف بالمدينة. والموصل هي أكبر مدينة سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أن أعلن زعيمه أبوبكر البغدادي من مسجد بالموصل في صيف 2014 دولة الخلافة في أجزاء من العراق وسوريا. ويفقد التنظيم أراضي في البلدين لصالح مجموعة من القوى بعضها تدعمه الولايات المتحدة وأخرى تدعمها تركيا أو روسيا أو إيران. وفقد السيطرة على الموصل سيوجه صفعة قوية للتنظيم المتشدد، لكنه من المتوقع أن يظل يشكل تهديدا بالعودة لتكتيكات عنيفة مثل التفجيرات. في غضون ذلك أعلن الموفد الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بريت ماكجورك، أمس الأحد، أن القوات العراقية قطعت آخر المنافذ المؤدية إلى مدينة الموصل، مما أدى إلى محاصرة المتشددين داخلها. وقال ماكجورك للصحافيين في بغداد إن تنظيم الدولة محاصر، فالليلة الماضية قامت الفرقة التاسعة في الجيش العراقي قرب بادوش، شمال غرب الموصل، بقطع آخر المنافذ المؤدية إلى المدينة. وأضاف أن جميع المقاتلين الموجودين في الموصل سيموتون فيها. وفي سياق متصل قال متحدث إن القوات العراقية عثرت على مقبرة جماعية تضم رفات مئات من السجناء أغلبهم من الشيعة قتلهم تنظيم الدولة عندما اجتاح مقاتلوه سجنا في شمال العراق قبل أكثر من عامين بعدما استعادت القوات المنطقة من التنظيم المتشدد. واكتشف المقبرة فصيل شيعي عراقي بعد طرده المتشددين من منطقة بادوش حيث يقع السجن في إطار حملة أوسع نطاقا تدعمها الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الموصل.;
مشاركة :