دور قطري بارز في دعم الشعب الفلسطيني

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: إبراهيم بدوي : أكد سعادة السفير هشام يوسف مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على أهمية الدور القطري في دعم الشعب الفلسطيني من خلال إمداده بكافة أشكال الدعم الإنساني والتنموي، كاشفاً عن تحضير منظمة التعاون لاجتماع دولي مهم تحت مظلة الأمم المتحدة لدعم الشعب الفلسطيني سبتمبر المقبل. وقال سعادته في حوار مع  الراية  إن العالم العربي والإسلامي تعاملوا مع احتياجات الشعب الفلسطيني بسخاء على مدى عقود ولكن ما زالت الاحتياجات أكبر بكثير تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن 85% من عائلات غزة تعتمد على المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن قطاع غزة قد يكون غير قابل للحياة بحلول 2020، وأن 95% من مياه غزة غير صالحة للشرب ومنظومته الصحية والتعليمية والاقتصادية في طريقها للانهيار. وحذر مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، من انفجار الأوضاع بالعديد من دول العالم الإسلامي على وجه التحديد في حالة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية التي تعد أرضاً محتلة وفقاً لقواعد القانون الدولي. وتحدث عن التحديات التي تواجه تطبيق حل الدولتين، مؤكداً أن الموقف العربي والإسلامي واضح وركيزته الأساسية مبادرة السلام العربية وأهم متطلباتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. كما حذر من تهديدات حقيقية باجتياح المجاعة لأربع دول هي اليمن والصومال ونيجيريا وجنوب السودان لافتاً إلى أن 80% من الشعب اليمني في حاجة للمساعدات الإنسانية وغيرها من التفاصيل في الحوار التالي: > شهدت القضية الفلسطينية تراجعاً كبيراً على أجندة المجتمع الدولي..ما سبب ذلك؟ - يعد تكالب الأزمات والكوارث على أمتنا العربية والإسلامية سبباً أساسياً، فالوضع في سوريا كارثي مع 12 مليون نازح ولاجئ والوضع في العراق والحرب على داعش والأوضاع المتأزمة في ليبيا وأيضاً فى اليمن حيث إن 80% من سكان اليمن في حاجة للمساعدات الإنسانية وبالتالي فإن كثرة هذه الأزمات والكوارث أدت إلى انشغال العالم كما أن القضية الفلسطينية قضية مزمنة منذ عام 1948 وبالتالي أصبحت قدرة العالم على التركيز على عدد ضخم من القضايا غير متاحة ولم تعد القضية الفلسطينية من الأولويات ونحتاج إلى بحث كيفية الإبقاء على هذه القضية على رأس أولويات المجتمع الدولي وهذه مهمة العالمين العربي والإسلامي.   جهود قطرية > وكيف ترى الجهود العربية في دعم الشعب الفلسطيني ؟ - لابد أن نعترف أن العالم العربي والإسلامي تعاملوا مع احتياجات الشعب الفلسطيني بسخاء على مدى عقود ولكن ما زالت الاحتياجات أكبر بكثير في ظل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل خاص وبالتالي لا توجد فرص عمل وتعتمد 85 بالمائة من العائلات في القطاع في حياتها اليومية على المساعدات الإنسانية وهو أمر غير مقبول، فلا قدرة للشعب الفلسطيني على ممارسة حياة طبيعية ما يؤدي إلى زيادة الحاجة للمساعدات الخارجية.   > وماذا عن المساهمة القطرية في ذلك ؟ - لكي نكون منصفين قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت ومصر وتركيا والكثير من الدول تساهم في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.   اجتماع دولي > ماذا عن إعادة الإعمار؟ - لم نتمكن من إعادة إعمار ما دمرته ثلاث حروب إسرائيلية شنت على غزة في 6 سنوات وهناك تقارير دولية تقول إنه مع الاستمرار بهذه الوتيرة فإن إعادة الإعمار سوف تتطلب ما يزيد على 76 عاماً. > وما هي جهود منظمة التعاون الإسلامي في هذا الصدد؟ - تم عقد قمة العالم الإسلامي منذ شهور لبحث تطورات الأوضاع في القضية الفلسطينية ونعمل على ترتيب اجتماع دولي مهم لدعم القضية ونأمل أن ينعقد في سبتمبر المقبل ولكننا ما زلنا نتشاور مع الفلسطينيين لأنه لابد أن تتبنى فلسطين هذه المسألة والمشاورات مستمرة وسيتم عقد المؤتمر في إطار الأمم المتحدة وبالتالي يعد هذا المؤتمر من ضمن المبادرات والمقترحات التي نعمل على تنفيذها ولكن الهدف هو أن تكون القضية الفلسطينية إن لم تكن على رأس قمة الأولويات أن تكون ضمن أولويات المجتمع الدولي للعمل على تحقيق بعض التقدم لأن الوضع لا يمكن استمراره خاصة أن هناك توقعات بأن الوضع قد ينفجر في أي لحظة.   > ماذا تقصد بإمكانية انفجار الأوضاع؟ - عندما ننظر إلى أوضاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس المحتلة، ندرك أن الوضع لا يمكن استمراره. الفلسطينيون في غزة يعانون من حصار إسرائيلي غير آدمي مدمر منذ ما يزيد على عشر سنوات. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإن قطاع غزة قد يصبح غير قابل للحياة بحلول عام 2020 أي بعد 3 سنوات فقط من الآن، حيث إن البطالة مستمرة و95 بالمائة من المياه في القطاع غير صالحة للشرب والمنظومة الصحية والتعليمية والاقتصادية بشكل عام في طريقها للانهيار. كما أن تهويد القدس مستمر على قدم وساق وبيوت الفلسطينيين تتعرض للهدم مع إلغاء هوية الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية تحت وطأة صعوبات متزايدة ومتزامنة مع الاستيطان.   القدس الشرقية > وكيف ترون عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ - القدس الشرقية، بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي، محتلة. ولابد من حل هذه المسألة عبر المفاوضات، وعدم الاعتراف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، هو موقف عالمي طبقاً لقواعد القانون الدولي وبالتالي المساس بهذا الموضوع قد يؤدي إلى انفجار في مناطق كثيرة بالعالم الإسلامي بشكل خاص.   انتفاضة جديدة > هل يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى انتفاضة جديدة ؟ - هناك حديث عن انتفاضة مرة أخرى والانتفاضة نوع من أنواع الانفجار الذي يعبر في النهاية عن فقدان الناس للأمل واستمرار القمع والحصار وغيرها من الممارسات الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى الانفجار الذي لا نريده لأننا نسعى للسلام ولكن إذا لم يتحقق السلام فمن المحتمل أن يقع هذا الانفجار.   حل الدولتين > يتحدث البعض عن عدم قابلية حل الدولتين للتطبيق الآن، ما تعليقك على ذلك؟ - الممارسات الإسرائيلية وخاصة سياسة الاستيطان تؤدي إلى تقليل فرص إقامة الدولتين وتجعل المسألة أكثر تعقيداً وهذا الأمر واضح لكل متابع للقضية وبديهي أصبح حل الدولتين حالياً أكثر صعوبة. > وكيف ترى اتجاه البعض للحديث عن دولة واحدة للشعبين ؟ - لم يتم تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على مدى كل هذه العقود، ومع استمرار هذه الأوضاع، بدأ الناس يفكرون في هذه المسألة بدولة واحدة، وتكون دولة ديمقراطية ولكن هذا أيضاً غير مقبول إسرائيلياً. > وهل يعنى ذلك أن موقف العالمين العربي والإسلامي يمكن أن يتغير؟ - الموقف العربي والإسلامي واضح وركيزته الأساسية مبادرة السلام العربية وأهم متطلباتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وإذا لم يتحقق ذلك فعلى كل طرف أن يتحمل مسؤولياته.   مجاعة عربية > ماذا عن تحذيرات باجتياح المجاعة لعدد من الدول العربية والإسلامية؟ - بناء على تقارير الأمم المتحدة ومبادرة من الأمين العام الجديد انطونيو غوتيريس، بدأ العمل في هذا الأمر ونتعاون مع الأمم المتحدة لبحث ما يمكن القيام به لأن هناك أربع دول تشهد تهديداً حقيقياً بالمجاعة وبينها ثلاث دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وهي اليمن والصومال ونيجيريا والدولة الرابعة هي جنوب السودان التي اعتبرها جزءاً من هذه المظلة فليس معنى انفصال جنوب السودان أننا لم نعد نهتم بها فهي لا تزال جزءاً من هذه العائلة حتى بعد انفصالها عن السودان. > وما الخطوات التي اتخذتها منظمة التعاون لمواجهة هذه الأزمة؟ - هناك مشاورات مع كافة الدول الأعضاء وقامت الأمانة العامة بتقديم نداء لهم جميعاً، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم لهذه الدول التي قد تشهد مجاعة خلال فترة مقبلة قصيرة جداً.

مشاركة :