مهرجان بيروت للرقص المعاصر يحتفل بعيده العاشر

  • 4/26/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: «الشرق الأوسط» للسنة العاشرة على التوالي يطل مهرجان بيروت للرقص المعاصر، مقدما عشرات الفرق العالمية المتخصصة في الرقص المعاصر ومحولا العاصمة اللبنانية إلى مسرح جوال يجتمع على مقاعده الكبار والصغار. ومنذ ليلة الافتتاح في العاشر من الشهر الحالي تعيش بيروت احتفالية مطلقة بالرقص والأزياء المتنوعة إلى جانب الزحام السعيد، الذي تخلقه العروض من حيث الحركة التي لا تهدأ خارج المسارح التي تستقبلها قبل أن تستهل الفرق نشاطها وبعد أن تنتهي منها، إذ يصر البعض على مرافقتها إلى المطاعم والنوادي الليلية التي تمضي فيها ما تبقى من أمسيتها وسط الرقص والاحتفالية وتناول المأكولات المحلية الشهية. وفي المسارح يجري توزيع كتيب يلخص السنوات العشر التي مضت وفيه دون بعض الفنانين الكبار الذين استضافهم المهرجان انطباعاتهم عنه، فضلا عن بعض النقاد الذين يرون فيه مهرجانا عربيا يتخطى حدود لبنان الذي يستضيفه كل سنة فترة أسبوعين ومراكز ثقافية تتعامل معه وكأنه الامتداد الطبيعي ليوميات الناس من حيث قدرة العروض على معالجة المواضيع الاجتماعية السياسية والإنسانية. ويؤكد مؤسس مهرجان بيروت للرقص المعاصر (بايبود) والمدير الفني فيه عمر راجح أن المهرجان «تمكن مع الوقت من أن يخلق من بيروت مركزا للرقص المعاصر في العالم العربي، كما خلق حركة ثقافية فنية شبابية. ومن هذا المنطلق يقول البعض إنه أشبه بالمساحة الخضراء أو حتى الأكسجين الذي تتنفسه العاصمة كل عام». ويرى بعضهم أن سبب نجاحه يعود إلى عمق المواضيع التي تعالجها العروض متخطية عنصر الترفيه فارضة على المشاهد أن يطرح على نفسه ومحيطه بعض الأسئلة لدى خروجه منها. ويضيف راجح لـ«رويترز» أنه منذ العاشر من الحالي والمسارح ممتلئة ولا مقاعد شاغرة في مختلف العروض، كما أن البعض حجز بطاقاته لليلة الختام في 27 الحالي. ويعلق: «10 فرق.. 10 عروض لـ10 سنوات». ويصر راجح كل عام على أن يطل على الجمهور من خلال كلمة المهرجان التي يدون فيها فكرة الدورة الحالية المحورية. وفي كلمة الدورة العاشرة سلط الضوء على أن الرقص المعاصر لا يروي قصة، بل هو «عفوي وبسيط لا يستريح إلى التعقيد غير الضروري بل هو مبني على فكرة أو مفهوم». أما فيما يتعلق بالجسد يرى راجح أن المهرجان تمكن من أن يطرح «نظرة مختلفة عنه. وبالنسبة إلي فإن هذا الجسد يعبر عن وجودنا وكياننا. والنقطة الأهم أن هذا الجسد يعكس مفهومنا لجسدنا في هذه الحياة. ومن هنا إصرار المهرجان على تقديم الفرق التي تطرح مختلف المواضيع التي تحمسنا وتلمسنا في آن. العروض تطرح مواضيع محددة ولكنها لا تروي القصص». ويتميز المهرجان بكونه يضم بين فريق العمل الكثير من المتطوعين الذين يضعون أنفسهم تحت تصرف الرقص المعاصر، موظفين طاقاتهم وأوقات فراغهم لإنجاحه. ويعيش راجح وفريق العمل لحظات طويلة من التوتر قبل أن تبدأ العروض، خوفا من أن يتأخر البعض عن الوقت المحدد للعروض لا سيما وأن أبواب المسرح تقفل بطلب من راجح عند الثامنة والنصف تماما. وتقول الراقصة والمسؤولة في المهرجان الشابة ميا حبيس إن ما يجعلها تتحمل مختلف المسؤوليات في المهرجان «هو بكل بساطة الحب. لا أعلم كيف أوفق بين الرقص والمسؤوليات الإدارية ولكن رأسي صار أقرب إلى كومبيوتر. لا أنام ساعات طويلة وأتدخل في أدق التفاصيل في المهرجان منها التنظيم. ولكنني اعتدت هذه الحياة سريعة الإيقاع». وعندما يسأل البعض راجح ما الذي يدفعه إلى تقديم المهرجان الضخم في ظل الظروف الأمنية الراهنة يجيبهم بسرعة: «لو أردنا انتظار أن تهدأ الحالة الأمنية كليا لما كنا نحتفل اليوم بعيدنا العاشر. نحن في الواقع في أمس الحاجة لهذا النوع من العروض الفنية - الثقافية التي تلمسنا من الداخل على المستوى الفردي ولهذا السبب نغض الطرف عن الصعاب المحتومة». وكما هي العادة في كل دورات المهرجان - الحدث يسخر فريق العمل وقتا طويلا لتحضير البرنامج لا سيما في ظل إصرار راجح على استقطاب كل الفئات العمرية مع العلم أن الغالبية المشاركة هي شبابية. كما تشهد العروض كثيرا من العائلات التي تختار ما يناسبها. وقال: «الأجواء في الكواليس رائعة. هي قصة طريفة تروى وفيها تمتزج التحضيرات مع القلق المحتوم قبل اعتلاء الخشبة إلى التواصل ما بين بعض الراقصين والجمهور الذي يقع تحت سحر راقص أو آخر فيصر على التعرف إليه ولم لا ينضم إلينا عندما نرتاد المطاعم الشعبية فتنتقل الحركة من المسرح إلى مختلف الأماكن في العاصمة. مع العلم أن بعض الفرق تعود مجددا إلى البلد وقد وقعت في حبه وتحت سحر حياته اليومية بصخبها وتنوعها». ميساء موراني التي قالت إنها تحضر كل العروض ترى في هذا الحدث احتفالا حقيقيا بالحياة: «أعشق المسرح، والرقص المعاصر يستفزني كما يجعلني أكثر تنبها لكل ما يحصل من حولي. بيروت تعيش لحظات لا تعوض من المرح والشغف من خلال (بايبود). همهمات الناس قبل العروض.. تصفيقهم عندما يروقهم مشهد أو آخر وتوجههم بعدها إلى أماكن السهر الشعبية لينضموا إلى الراقصين.. تفاصيل لا يمكن غض الطرف عن أهميتها في حياتنا اليومية».

مشاركة :