في ظل تفاقم الأزمة بين هولندا وتركيا، لاهاي تحذر رعاياها في تركيا بالتزام الحذر، وأنقرة تستدعي القائم بالأعمال الهولندي، فيما اعتقلت الشرطة ستة أشخاص أثناء مظاهرة للأتراك بأمستردام الأحد. أصدرت هولندا الاثنين (13 مارس/ آذار 2017) تحذيرا لمواطنيها في تركيا، داعية إياهم إلى التزام الحذر في ظل أزمة دبلوماسية بين البلدين. وأفاد بيان لوزارة الخارجية موجه للمواطنين الهولنديين "منذ 11 آذار/مارس 2017 حدثت توترات دبلوماسية بين تركيا وهولندا. ندعوكم إلى التزام الحذر في أنحاء تركيا وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة". في المقابل، استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالأعمال الهولندي لمقر الوزارة، حسبما نقلت صحيفة "حرييت" المحلية عن مصادر من الخارجية التركية. وأضافت الصحيفة أن تركيا أرسلت مذكرتين دبلوماسيتين إلى هولندا، وذلك على خلفية توتر العلاقات بين الجانبين بعد منع السلطات الهولندية هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الأول ثم قيام السلطات باصطحاب وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية فاطمة بتول صيان قايا إلى خارج البلاد بعد وصولها برا. وأبلغت وزارة الخارجية التركية أمس الأول السفير الهولندي، الموجود حاليا خارج البلاد، بعدم رغبتها في عودته في الوقت الراهن. الشرطة الهولندية توضح من جهتها عللّت الشرطة الهولندية منع مظاهرة لأتراك في أمستردام، بالقول إن حوالي 2050 متظاهر تجمعوا ليلة أمس في المدينة وقاموا بأعمال شغب، حيث رمى بعضهم الشرطة بالحجارة، ما دفع قوات الأمن بالرد باستعمال خراطيم المياه، واعتقال ستة أشخاص حسب بيان الشرطة، فيما ظل الوضع هادئا في باقي مناطق البلاد. يذكر أن قرار الحكومة الهولندية منع تجمع جماهيري تركي في روتردام قوبل بإدانة نارية من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان وأنصاره، فيما تفهم أتراك مغتربين الإجراءات الهولندية. وشعر بالغضب كذلك العديد من أفراد الجالية التركية في هولندا، الذين يأمل وزراء الحكومة التركية في استمالتهم قبيل استفتاء على توسيع صلاحيات أردوغان في شهر نيسان/ أبريل. وقال عمر إريجيت /47 عاما/، وهو تاجر منسوجات مقيم في أمستردام "نحن جميعا في حالة صدمة"، حيث تابع مثل العديد من أصدقائه الأحداث في روتردام عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون التركي. وأضاف إريجيت "لا يمكن معاملة الوزراء بهذه الطريقة"، مشيرا إلى الوزراء الأتراك الذين منعوا من دخول البلاد. وشدد على أن الوضع لن يزيد المجتمع التركي إلا صلابة. وتابع قائلا إنه "سيكون هناك شعور عام من الخلاف مع الآخر". ومع ذلك، انحاز بعض الأتراك المغتربين إلى جانب الحكومة الهولندية، مشيدين بالحظر المفروض على الوزراء الأتراك الذين كانوا يرغبون في عمل فعاليات سياسية في البلاد. وقال أكاديمي تركي في أمستردام: "أخيرا، تصدى شخص لأردوغان". ورأى كاجلار كوسيوجلو، الأكاديمي المقيم في روتردام أن "الخلاف قد خدم أردوغان وكذلك رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، حيث يستغل كل منهما هذه القضية من أجل الانتخابات". ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ)
مشاركة :