أكد سفير المملكة لدى بكين، تركي بن محمد الماضي أن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى الصين تأتي في إطار توثيق العلاقات والشراكة الاستراتيجية الشاملة وفتح الآفاق لتحقيق المكاسب المشتركة، كما تعكس عمق العلاقات بين البلدين على ضوء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية إلى المملكة في يناير الماضي. وأضاف السفير في حواره مع صحيفة الشعب الصينية، أن التعاون العملي بين المملكة والصين بلغ مستوى لا مثيل له على جميع الأصعدة بالرغم من قصر فترة تأسيس العلاقات التي تعود لعام 1990، مشيراً إلى أن العلاقات بين المملكة والصين نموذجية وصحية وعلى النحو التصاعدي محققة قفزات من التطور الخاص بعد إقامة العلاقات الصداقة الاستراتيجية عام 2008، مستعرضاً تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين السعودي والصيني. وقال السفير السعودي أن ” التبادلات الودية بين الشعبين تعود إلى أزمنة بعيدة، وأن القوافل السعودية شقت طريق الحرير القديم الذي يربط الجانبين ببعضهما البعض قبل آلاف السنين، وقد ساهمت هذه القوافل في التواصل بين الحضارتين السعودية والصينية اللتين تركتا بصمات عميقة على مسيرة التواصل للحضارة الإنسانية.” مضيفا: ” اليوم، يستوطن في المملكة العربية السعودية عدد لا بأس به من الصينيين. وهناك حالياً أكثر من 150 ألف صيني يعملون في المملكة في المجالات المتنوعة.” وأشار السفير، إلى أن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين إلى الصين خلال الفترة ما بين 15 إلى 18 مارس الجاري، تأتي لتضيف لمسار العلاقات السعودية الصينية زخما كبيراً يعكس الرغبة الحقيقية للدولتين في التواصل والتعاون المشترك، لا سيما في ظل الرؤية التنموية والاقتصادية «رؤية المملكة 2030» والمبادرة الصينية «الحزام والطريق»، وهو الطريق الذي رحبت به السعودية باعتبارها حجر الزاوية الجغرافي الاستراتيجي الرابط بين قارات العالم القديم، ويعكس مدى اهتمام المملكة في أن تكون شريكاً في الطريق الحرير الغربي. وأشار السفير إلى أن الملك سلمان سيقوم خلال زيارته إلى الصين، بافتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين رسمياً، وتمثل المكتبة رمزاً للصداقة بين الشعبين السعودي والصيني وصرحاً للتبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين، مؤكداً أن المكتبة تعد جسر التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين، ونموذجاً لجهود المملكة العربية السعودية في تعزيز التواصل الحضاري والمعرفي مع الثقافة الصينية ونافذة للتعريف بالثقافة العربية الإسلامية للشعب الصيني. وحول التبادل التعليمي بين المملكة والصين، قال السفير: “إن السعودية أوفدت ألفي طالب وطالبة للدراسة في الجامعات الصينية، وحالياً هناك 700 طالب سعودي في الصين، كما يوجد بالمملكة 500 طالب صيني في مختلف جامعات المملكة. وقد أسست شركة أرامكوا مركزاً للبحوث مهم في بكين، كما أسست شركة هواواي مركزاً للابتكار في المملكة أيضاً”. "> المزيد من الاخبار المتعلقة :
مشاركة :