تستعد بلدية دبي، لتسلّم محطة مرجعية متنقلة صديقة للبيئة، الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، تتضمن 20 جهازاً، لرصد نحو 100 عنصر ومركب ملوث للهواء، وفق المدير العام لبلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، الذي أشار إلى أنه جاري التنسيق لإجراء عمليات تجريب المحطة في ألمانيا. دقة وجودة البيانات أفادت مديرة إدارة البيئة في البلدية، المهندسة علياء الهرمودي، بأن المحطة المتنقلة تحتوي على عدد من أسطوانات الغازات المختلفة، التي تستخدم لإجراء عمليات المعايرة الموقعية لكل الأجهزة على متنها، بما يضمن دقة وجودة البيانات الملتقطة. وأوضحت أن المحطة مجهزة ومهيأة كلياً لتحمل المؤثرات الخارجية والظروف المناخية المتفاوتة، مضيفة أنها عبارة عن سيارة صديقة للبيئة تعمل بمحرك متطور منخفض الانبعاثات الغازية، يحمل تصنيف يورو (5)، وكل الأجهزة والأنظمة المستخدمة في المحطة حاصلة على الاعتماد الأوروبي. قال لوتاه لـ«الإمارات اليوم» إن فريق عمل من البلدية سيسافر إلى ألمانيا للالتحاق بدورة تدريبية مكثّفة لآليات عمل وتشغيل وصيانة المحطة، ومعايرة تقنيات الرصد الملحقة بها، مضيفاً أنه فور الانتهاء من ذلك ستباشر عمليات شحنها إلى دبي، متوقعاً وصولها نهاية مارس الجاري. وأشار إلى أن تصنيع وإنجاز المحطة المتنقلة استغرق نحو ثمانية أشهر، بينها شهران للتصميم، إذ إنه كان لابد من تحديد المواصفات الفنية المتعلقة بملحقات المحطة من أجهزة رصد وقياس متطورة لعناصر ومركبات ملوثات الهواء، إضافة إلى اختيار المعدات التقنية والبرامج الحاسوبية المتخصصة التي ستلحق بها، لتتناسب مع الطبيعة المناخية للدولة، وضمان تلبية الاحتياجات ومتطلبات النمو في دبي. ولفت لوتاه إلى أن مواصفات المحطة تتضمن 20 جهازاً حديثاً، لرصد نحو 100 مركب وعنصر ملوث للهواء، تنتج عن العمليات التصنيعية والتشغيلية للقطاعات المختلفة، منها القطاع الصناعي، وقطاع النقل والمواصلات، وقطاع إنتاج الطاقة، إضافة إلى عديد من المنشآت الخدمية، كمحطات معالجة مياه الصرف الصحي الخاصة، ومحطات التبريد وغيرها. وأكد أنه تم تزويد المحطة بألواح شمسية تعمل على تشغيل وتغذية أجهزتها الفنية كافة، التي ستعمل بمثابة غرفة عمليات بيئية متنقلة، يمكنها الاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات والحالات الاستثنائية بكفاءة عالية، موضحاً أنها مزودة بوسائل اتصال متقدمة تربطها بمركز البلاغات الرئيس بالدائرة، للاستجابة الفورية لحالات الطوارئ الواردة في مختلف مناطق دبي، مع خاصية موافاة المسؤولين بمستويات وتراكيز الملوثات بصورة آنية، بما يدعم عمليات اتخاذ القرار، ويتيح سرعة اتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة لحماية الجمهور من التلوث. وقالت مديرة إدارة البيئة في البلدية، المهندسة علياء الهرمودي، إن خصائص المحطة تسهم في عمليات المسح البيئي، وتتيح جمع البيانات بدقة متناهية وشمولية، لتغطي بذلك كل مناطق وأنحاء الإمارة، موضحة أن الأجهزة متخصصة في رصد تسعة عناصر من ملوثات الهواء والجزيئات العالقة. وتابعت أن المحطة سترصد سبعة عناصر ومركبات عن طريق أنابيب حلزونية تصل إلى 100 متر، لأخذ عينات من المداخن للعناصر من بينها أكاسيد النيتروجين، وكلورايد الهيدروجين، وغيرهما، كما أنها تحوي مجسات رصد لـ75 عنصراً ومركباً من الملوثات السمية والروائح. وأضافت الهرمودي أن المحطة تحوي أجهزة رصد التلوث الإشعاعي والضجيج، وأجهزة رصد الأحوال الجوية، بما فيها سرعة الرياح، ودرجة الحرارة ومعدل الرطوبة، والإشعاع الشمسي، ومعدل الأمطار، مضيفة أنه سيتم توظيف البيانات الملتقطة على شكل خرائط رقمية دقيقة، تحدد المواقع والمناطق التي تتجاوز المحددات البيئية لملوثات الهواء. وأوضحت أنه سيتم استخدام البيانات الملتقطة كمدخلات رئيسة في إجراء الدراسات الفنية والأبحاث التطبيقية، التي سيتم الاستناد إليها مستقبلاً لوضع الخطط المستقبلية التطويرية، وذلك على أسس علمية مدروسة تتماشى مع التحديات البيئية التي تشهدها الإمارة.
مشاركة :